افتتح معالي مدير جامعة أم القرى يوم أمس ندوة ( استشراف مستقبل الدراسات العليا في ضوء وتلبية حاجات المجتمع كلية الشريعة والدراسات الإسلامية نموذجا ) التي نظمتها كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بمشاركة كل من الدكتور حسين بن خلف الجبوري والدكتور عبدالله بن حمد الغطيمل والدكتور ضيف الله بن يحيى الزهراني والدكتور محمد بن فواز العميري وإدارة وكيل الكلية للدراسات العليا الدكتور عبدالله بن حسين الشنبري وذلك بقاعة الشيخ الدكتور عمر السبيل بمقر الكلية بالمدينة الجامعية بالعابدية . وبدأت الندوة بتلاوة آيات من القران الكريم . ثم ألقى عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية الدكتور غازي بن مرشد العتيبي كلمة رحب فيها بمعالي مدير الجامعة وشكره على رعايته وافتتاحه لهذه الندوة التي تأتي ضمن الفعاليات والمناشط التي تنفذها الكلية من منطلق استشعارها بأهمية المناشط التي تجسد الروح الذي يجب أن يسري في جسد الكلية للنهوض بها وبأدوارها ومهامها ورسالتها تجاه المجتمع . وأكد أنه لم تقوم حضارة ولن تدوم أمة إلا إذا كان لها عناية بالدراسات العليا كما أن الكلية لن تقوم لها قائمة إلا إذا اهتمت بالدراسات العليا المتعمقة لتقديم الجديد والمفيد للعلم وطلابه معربا عن أمله بأن تحقق هذه الندوة الأهداف المرجوة منها من خلال النخبة التي تشارك فيها سائلا الله للجميع التوفيق والسداد لما فيه الخير والصلاح . وبين أن كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالجامعة تعد نواة التعليم العالي في المملكة كما تعتبر أول كلية شرعية في الخليج العربي وثاني كلية شرعية في العالم مما يجعلها تتبوأ مكانة مرموقة في هذه البلاد المباركة . عقب ذلك ألقى معالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عسا كلمة عبر فيها عن سعادته بالتواجد بين علماء الشريعة في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية التي يحمل لها الجميع الحب والإجلال والإكبار لكونها نواة التعليم العالي في مملكتنا الحبيبة وما تخرج منها كثير من العلماء والمفتين والقيادات التي تسلمت مناصب كبيرة في الدولة إلى جانب كونها كلية تحمل البعد الشرعي الكبير وعمقها التاريخي الطويل مما تبعث الفخر لهذا الكيان الشامخ بأم القرى في المحافل والاجتماعات واللقاءات . وأكد معاليه أن هذه الكلية العريقة لها حق على الجميع ولها حق على الإدارة العليا بالجامعة بأن تهيئ لها كل ما يعينها على الرقي والتطور لتكون منارة علمية متميزة في جميع المجالات التدريسية والبحثية ولها حق على أساتذتها والمسئولين فيها فهم يتحملون مسئولية كبيرة في نشر العلم الصحيح المعتدل والثقافة الإسلامية في صورتها الناصعة المشرقة مشيرا إلى أنه لن تقوم حضارة ولن يحصل تطور وتقدم إلا إذا اهتممنا بالبحث العلمي والدراسات العليا المتعمقة والتي ترمق مشاكل المجتمع وتنظر لها بعين البصير الحاذق ثم تقدم لها العلاج الناجع والحل الناجح وفق المعايير العلمية المعتبرة لافتا النظر إلى أننا بحاجة إلى أن يقدم لنا الباحثون في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية أحكام التجارة الالكترونية والهندسة الوراثية وآثار التقنية المعاصرة على الأحكام الشرعية وغير ذلك من الأمور الملحة التي يجب أن نلتفت لها ونجعلها من أولويات البحث العلمي مؤكدا أن كلية الشريعة تسير في هذا الاتجاه . وأهاب معاليه بأعضاء وعضوات هيئة التدريس أن يجعلوا الطالب والطالبة أولاً لأن الطالب والطالبة هما المحور الأساس للعلمية التعليمية وهم ثروة البلد والجيل القادم وهم الشهود علينا وهم المؤرخون لأعمالنا وإن التاريخ لا يرحم سائلا الله تعالى أن يوفق الجامعة والكلية للنهوض بأعبائها على أكمل وجه وأن يجعل الجميع جنوداً صادقين لهذا البلد المعطاء تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أيده الله معربا عن شكره وتقديره لعميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية على هذه الجهود المباركة . إثر ذلك سلم معاليه دروعا تكريمية للمشاركين في الندوة كما تسلم هدية تذكارية بهذه المناسبة من عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية . عقب ذلك بدأت الندوة حيث تطرق المشاركون لواقع الدراسات العليا ورصد المشكلات والعوائق التي تعترضها من خلال المحاور والأطروحات التي تناولت طالب الدراسات العليا وهمومه وأستاذ الدراسات العليا والمقررات والمناهج والوسائل والأساليب التعليمية والبحثية وكذا الإجراءات الإدارية والنفقات الأنفاق والبنية التحتية علاوة على التطوير المستهدف في تحقيق رؤية المشاركين للدراسات العليا في المستقبل بما يحقق المصالح ويلبي حاجات المجتمع وسوق العمل والقضايا المعاصرة . وأبرز المشاركون إيجابيات واقع الدراسات العليا في كلية الشريعة والدراسات الاسلامية وما أثمرت عنه من مخرجات تمثلت في الآلاف من حاملي العلم الشرعي والعلم النافع وكوكبة الاعلام الذين تخرجوا منها فكانوا علماء للأمة ورياديين في خدمة دينهم ثم مجتمعهم إلى جانب ما أنجزته من منتجات معرفية من الوسائل والبحوث العلمية المتسمة بالشمول والتنوع والعمق والأصالة متحدثين عن الحلول المناسبة لمعوقات مسار الدراسات العليا . وفي ختام الندوة تطرق وكيل الجامعة الدكتور عادل بن محمد نور غباشي من خلال مداخلة إلى الايجابيات والمأمول المستقبلي للدراسات العليا الشريعة ثم أعقبه وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور هاني بن عثمان غازي بمداخلة مماثلة عبر فيها عن شكره للقائمين على هذه الكلية واستجابتهم للارتقاء بالدراسات العليا عبر تبنيها لعقد هذه الندوة مبينا دعم معالي مدير الجامعة الدكتور بكري بن معتوق عساس ومتابعته المستمرة والدائمة للارتقاء بالتعليم الاكاديمي في الجامعة عامة وكليتي الشريعة والدعوة واللغة العربية خاصة وانهما مناط تميز الجامعة ثم تلاتها العديد من المداخلات من أعضاء هيئة التدريس وطلاب الدراسات العليا والضيوف وكذا عضوات هيئة التدريس وطالبات الدراسات العليا عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة والتي تضمنت العديد من الفوائد والتوصيات والاقتراحات المفيدة .