أشاد معالي وزيرُ العدل الدكتور محمَّد بن عبد الكريم العيسى بمضامين كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله التي افتتح بها قمة التضامن الإسلامي الاستثنائية التي عقدت في مكةالمكرمة. وقال معاليه:" لقد أبرز خادم الحرمين الشريفين في كلمته الضافية الحل الإسلامي الأمثل لحالة التداعي والفرقة التي تعيشها الأمة الإسلامية، ليقدم في هذا أيده الله مشروعه الميمون المتمثل في الدعوة الصادقة للتضامن والتعاون والتسامح ، فالتضامن يترجم الإحساس بالمسؤولية المشتركة في قيمها العليا المبنية على التواد والتقارب والنصرة ، فيما يثمر التعاون عدداً من المصالح للأمة من أهمها الإسناد ، والدعم، والوحدة، كل هذا في إطار رحب من المشاعر الأخوية المتبادلة؛ حيثُ يمتاز تشريعنا الإسلامي بتنمية مورده الأهم نحو بنائه المؤسسي لأمة الإسلام في وحدتها الوجدانية وتوجهاتها المصيرية، لتكتمل منظومة هذا التعاون والتلاقي الخلاق من خلال قيمة التسامح في تصافيها وسموها فوق الخلافات البينية والمصالح الضيقة، فالمكاسب العليا للأمة فوق كل اعتبار وما لم نكن على مستوى هذا الوعي الإسلامي الكبير فإن مصير الأمة مهدد بالتبعات والمخاطر، وهو ما ألمح إليه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في توصيفه الدقيق للحالة الراهنة في مشهدنا الإسلامي . وأضاف معاليه : لقد توج خادم الحرمين الشريفين أيده الله هذا الحل بمقترح تاريخي يسهم بتجانس وفاعلية في تعزيز تلك القيم الثلاث في سياق حلها الإسلامي الملح وهو تأسيس مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية مقره مدينة الرياض باعتبارها عاصمة المملكة العربية السعودية حاضنة العالم الإسلامي، ولا شك أن الدعوة لتأسيس هذا المركز يمثل بعداً مهماً في تقريب المفاهيم الإسلامية وتضييق دائرة الخلاف فيما بينها قدر الإمكان، والعمل في إطار المشتركات التي يؤمن بها الجميع، مع تجاوز سلبيات الخلافات بتناحرها وفتنها، ثم الإيمان الراسخ بأن التوافق الكامل في عموم القناعات لا يلتقي مع السنة الكونية في وجود الاختلاف أصلاً. وأوضح معاليه أنه من خلال القراءة العميقة لهذا المقترح المسدد فإنه يُستشف منه إعطاء رسالة واضحة للجميع بأن عامة الخلافات التي تنخر في الجسد الإسلامي بكافة أبعادها ومن أخطرها البعد السياسي لا تخلو من أرضية ذات روافد متعددة، لا يمكن تجاهل محفزاتها ومن بينها المحفز المذهبي متى كان مختطفاً برؤية الغلو والتطرف والنظرة القاصرة والمفاهيم السلبية ، لذا جاءت مبادرة خادم الحرمين الشريفين بإنشاء هذا المركز واعداً بخير التلاقي والتفاهم لأبناء الأمة الإسلامية فيما يمكن الالتفاف حوله . وأكد معالي الدكتور محمد العيسى أهمية الأهداف العليا التي توخاها ميثاق مكةالمكرمة حيث استشعر باستطلاع دقيق التحولات المهمة والأحداث الساخنة على الساحة الإسلامية ، وكانت وقفة زعماء العالم الإسلامي في قدسية الزمان والمكان على مستوى التطلعات، ما يؤكد بحمد الله نجاح هذا المؤتمر وتحقيقه لأهدافه ومقاصده العليا التي استشرفها خادم الحرمين الشريفين في دعوته الكريمة لعقد هذه القمة الاستثنائية زماناً ومكاناً وحدثاً ورعاية، والمؤتمر في قراءته الفاحصة يمثل وثيقة تاريخية وسجلَ شرف إسلامياً يثمن عالياً للروح الجامعة التي يحتضنها الوجدان الكبير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - نحو أمته الإسلامية مستشعراً أيده الله بكل عمق أهمية دور المملكة العربية السعودية في التصدي لقضايا الأمة ونوازلها والسعي لتسويتها وحلها برؤية حكيمة وعادلة ليترجم بهذا العمل الإسلامي التاريخي تعلق الآمال الكبيرة به حفظه الله كزعيم مسلم أثبت أنه على مستوى قضايا أمته وطموح العالم الإسلامي في رمزية ومركزية المرجعية الإسلامية لدولته . // انتهى //