في كل مسابقة محلية وعالمية يثبت المصورون والمصورات السعوديون علو كعبهم على مستوى المجموعات والأفراد، فمن مسابقة آل ثاني إلى مسابقة الجمعية الإماراتية إلى مسابقة النمسا مرورا بمسابقات الفياب ومسابقة السفير التي تنظمها وزارة الخارجية، في كل هذه المسابقات يحقق مبدعونا مراكز متقدمة، فمنذ التكريم الوحيد الذي أقامته الوزارة قبل أكثر من سنتين والإنجازات تتوالى وتستحق اهتماما ورعاية وتكريما ودعما ماديا ومعنويا، وليس من الضروري أن يقدم الدعم المادي للأفراد والجماعات، ولكنه سيصل إليهم لو قدم للجمعية السعودية للتصوير الضوئي التي تعنى برعايتهم، فلست أرى في المشهد الثقافي السعودي أكثر من المصورين تحقيقا للإنجازات في مفارقة عجيبة؛ حيث إنهم الأقل حصولا على الدعم المادي ولأن المال هو عصب الحياة فلن يتسنى لأي منظمة مجتمع مدني أن ترتقي أو تقدم إنجازا دون عصب الحياة وإن كان لا يكفي أن يقيض الله له عقولا تستطيع إدارته بطريقة صحيحة ورجالا يبذلون من وقتهم وجهدهم الشيء الكثير لإنجاز ما ينبغي إنجازه ولأن القطاع الخاص تقع على عاتقه مسؤوليات اجتماعية فينبغي أن يدعم المؤسسات والجمعيات الثقافية بعقود رعاية تؤمن لها ملاءة مالية تساعدها على تنفيذ خططها، ولكن للأسف الشركات تحجم عن رعاية مثل هذه الأنشطة، وإن قبلت تقديم دعم مقابل الرعاية فهي تصر على أن تأخذ أضعاف ما تقدم من دعم مالي زهيد، ولا أظن أن الدعم سيصل إلى الجهات الثقافية إلا بتدخل من وزارة الثقافة والإعلام فهي إما أن تقدم دعما مباشرا أو تحث القطاع الخاص عبر ندوات متخصصة أو ملتقيات لرعاية المؤسسات والجمعيات خصوصا الناشئة منها، وإن كنت أرى أن التصوير يعتبر الأحق في الدعم لسببين؛ فهو منتج يسهل تسويقه والاستفادة منه، كما أن الإنجازات التي تتحقق باسم الوطن لابد أن تكون دافعا أكبر للدعم.