لم يكن يدور في خلد الفوتوغرافيات نسرين الدار وأزهار الصادق وعقيلة آل سويد وزينب آل حبيل، عندما اجتمعن، في منتصف عام 1428 ه، أن الجماعة الفوتوغرافية التي يخططن لإنشائها ستكون أول جماعة نسائية في الوطن العربي، بل أصبحت أول جماعة تفتتح فرعا دوليا. انطلقت جماعة نساء فوتو للتصوير الفوتوغرافي، وهي تحمل رسالة هامة هي إيصال صوت المرأة الفوتوغرافية الذي تعد الفرص محدودة ومعدودة أمامه، وفتح المجال لانطلاقة قوية للفوتوغرافيات، بحيث يتمكنَّ من الرقي بعالمهن الفوتوغرافي في مساحة أوسع مما هي عليه، وكانت ثقافة الصورة الصحيحة الهدف الآخر الذي دفعهن للعمل والبحث بين التجارب واعتماد مبدأ المقارنة للظفر بأجمل النتائج. رئيسة الجماعة نسرين الدار علقت على مرحلة البدايات: «بدأنا في منتصف عام 1428ه / 2007، بتحديد نقطة الانطلاق، فكان المنتدى النسائي بمركز التنمية الاجتماعية بمحافظة القطيف هو اللبنة الأولى التي وضعت نساء فوتو أقدامها عليها، وعملت جاهدة على صياغة أهدافها ورسالتها التي تطمح لنشرها في أقصى الشرق والغرب، وتطلب هذا من المؤسسات التواصل المستمر والاجتماع أسبوعيا إن لم يكن كل أربعة أيام، لبلورة فكرة نساء فوتو وآلية عملها وقاعدتها الفعلية التي ستنفذها لتبدأ في نشر رسالة الصورة» وتشير المصورة الدار إلى أن الإعجاب بأداء الجماعة، حث الكثير من المصورات على طلب الانضمام إلى عضويتها: «إذ وصل عدد عضوات الجماعة إلى أكثر من 100 عضوة، وفي المقابل ازدادت المسؤولية على عاتق الإدارة، فقررت زيادة عدد عضوات مجلس الإدارة إلى تسع عضوات، وبدأت بإعادة تشكيل وهيكلة المجلس واستحدثت مهام جديدة تخدم الوصول للأهداف، ولاحقا انفصلت الجماعة عن المنتدى النسائي بمركز التنمية من بدايات عام 2008 لنكون جماعة مستقلة عن أي جهة رسمية». الأهداف وعن افتتاح فرع خارج السعودية تشير الفنانة سحر الزاهر، من اللجنة الإعلامية لنساء فوتو إلى أن الجماعة ومنذ نشأتها: «جذبت العديد من الفوتوغرافيات في الخليج، كأول جماعة نسائية تهتم بالشأن الفوتوغرافي في الوطن العربي، فأصبح لا غنى عن إنشاء فروع تضم المهتمات بالتصوير الفوتوغرافي في مختلف الدول لتقرب المسافة بينهن، وتتبع المركز الرئيسي السعودي بمحافظة القطيف، كي تكون حلقة في سلسلة الإنجازات التي توظف لخدمة رسالة الجماعة، وتهدف إلى نشر وتعزيز الثقافة الفوتوغرافية بين أفراد المجتمع العربي، ومن هنا جاءت فكرة افتتاح فرع في قطر، حيث تم افتتاح الفرع في 26 إبريل الماضي بجامعة فيرجينيا كومنولث بقطر، كخطوة تجاوزت فيها الجماعة حدود المتوقع من الجمعيات الأهلية الفوتوغرافية». فرع دولي وعن فرع قطر تؤكد مديرة الفرع نادية السليطي أن من أهم مهام الفرع: «التعريف بجماعة نساء فوتو وأهدافها والأنشطة التي تسعى الجماعة إلى تحقيقها عن طريق كسر الحواجز وبث روح التعاون، والعمل الجماعي بين الأعضاء، بالمشاركة في توزيع العمل ووضع خطة مستقبلية للأنشطة واللقاءات وتوزيع مهام مجلس الإدارة بعد استكمال تسجيل العضويات التي بلغت أكثر من 35 عضوة، وتقوم منهجية العمل على شقين، يعنى الأول بالأهداف الخاصة بالعضوية، التي تمحورت حول تكييف العضوات على العمل الجماعي وتدريبهم على القيادة واحترام الرأي الآخر، وإعطائهم الفرصة للمشاركة في تنظيم الفعاليات والأنشطة، وأما الشق الثاني فيعنى بالأهداف الفوتوغرافية التي ستسعى الجماعة لتحقيقها على المستوى الداخلي والخارجي من إنشاء معارض وأنشطة وفعاليات، والعمل على مساعدة العضوات في بناء هويتهن الفوتوغرافية، وكانت باكورة الفعاليات لفرع قطر دورة تأهيلية للفتيات الصم في دولة قطر، وهي الأولى من نوعها للصم». دعم رسمي رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للتصوير الضوئي خالد البدنة يرى أن تعدد الجماعات الفوتوغرافية ظاهرة صحية في المشهد الفوتوغرافي، وستعمل الجمعية على دعم الجماعات ومد جسور التواصل، وعن «نساء فوتو» تحديدا يرى البدنة أن الجماعة استطاعت أن تثبت علو كعب المصورات السعوديات وتأخذ بأيديهن إلى الطريق الصحيح للانتشار، ويرى أن أنشطة الجماعة محل تقدير الجمعية