بدت روح الإيمان واضحة لكل من يقف أمام 330 لوحة فنية لنحو 200 مشارك بينهم أطفال وشباب صغار شاركوا في معرض «يلا شباب مكة فنون» الذي أقامته جمعية مراكز الأحياء بمكةالمكرمة في مركز المعارض بحي الرصيف، حيث تقاطعت المعاني الفنية لتك اللوحات في حب الله تعالى ورسوله الكريم من خلال رسم لفظ الجلالة والشهادتين والتراث الإسلامي بجانب قدرة الخالق في الطبيعة، واستطاع المشاركون ترويض الريشة لخدمة الفكرة الفنية للوحة. وتناولت إحدى اللوحات «الحروفيات» كمدرسة تشكيلية توظف الحرف لخدمة الموضوع، حيث تناول الشاب لفظ الجلالة «الله» باستخدام ألوان مختلفة في قالب جميل، فيما سخرت إحدى الصغيرات أناملها الرقيقة لكتابة مفردات التراث الإسلامي بخطوط عربية مختلفة، حيث كتبت عددا من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة مستعينة بالخط الكوفي، وركزت إحدى اللوحات على صياغة الجمل والحكم والأمثال العربية الشهيرة باستخدام خط الرقعة والنسخ والكوفي وكذلك الثلث والديواني والفارسي، فيما لم تغفل إحدى اللوحات الفن الكلاسيكي في الأعمال بتجسيد جماليات الطبيعة من خلال زهور بألوان مختلفة. ووظف مشارك آخر التراث القديم المتمثل في «الكتاتيب» في عمل لوحة فنية تجسد بدايات التعليم من خلال «اللوح والقلم» ومجموعة من الصبيان طالبي العلم وهم يجلسون إلى شيخهم يتعلمون أحكام القرآن ويحفظون نصوصه المقدسة، واستخدم آخرون الفرشاة في رصد تاريخ مكةالمكرمة عبر العصور بالتركيز على أهم ما يميز الأرض المقدسة من رسومات لحجاج بيت الله الحرام والزوار والمعتمرين وكذلك المسجد الحرام والكعبة المشرفة، كما حمل المصورون والمصورات الفوتجرافيون ما التقطته عدساتهم من الطبيعة والآثار الإسلامية القديمة بمكةالمكرمة لتكون بالمعرض. وخلال العرض عبر كل من عبدالرحمن الشاهد وناصر السالم ويوسف قدري وعبدالرحمن ديري وبلال سلطان ومحمد أمارة وإبراهيم الصبحي وعبدالرحمن زيتوني عن سعادتهم الكبيرة لمشاركتهم في المعرض، مؤكدين امتنانهم للإقبال الكبير الذي شهده المعرض من أبناء المجتمع المكي. من جهته قال أمين المجلس الفرعي بجمعية مراكز الأحياء بمكةالمكرمة الدكتور يحيى زمزمي إن المعرض شهد ورشا تشكيلية نفذها تشكيليون واعدون منها صور فوتوجرافية متعلقة بتاريخ مكةالمكرمة والجهود المبذولة في خدمة البلد الحرام وتطوير الخدمات المقدمة لزواره من الحجاج والمعتمرين والزائرين، مشيرا إلى أن المعرض استهدف تشجيع هواة الرسم والتصوير وتشجيع الأعمال الفنية لدى الشباب وتحقيق التواصل والشراكة بين مؤسسات المجتمع المكي والمبدعين الشبان .