بعد انتهاء موسم البطولات الخليجية تحط الجياد السعودية رحالها في أوروبا مجددا، فبعد أيام قليلة يبدأ موسم البطولات الأوروبية لجمال الخيل العربية، بعد أن أخذت الإسطبلات والجياد قسطا جيدا من الراحة، ووقتا كافيا للاستعداد لكبرى البطولات، فرغم المشاركات البسيطة لبعض المرابط في بعض البطولات الأوروبية، فإن المنافسات الحقيقية تبدأ قريبا، وذلك انطلاقا من بطولة مونتون في جنوبفرنسا مرورا بألمانيا وبلجيكا وبريطانيا ثم إيطاليا، وختاما في فرنسا مرة أخرى في كأس العالم كما هو الحال في كل عام، وهناك بعض المرابط والإسطبلات التي ستمثل المملكة في هذه المحافل، والتي لها استعداداتها الخاصة. إذن ما أبرز مرابط المملكة المشاركة في هذه البطولات؟ وما أبرز الجياد المرشحة؟ وهل هناك مفاجآت وأسماء جديدة؟ كعادتها دائما تأتي إسطبلات الخالدية في مقدمة الإسطبلات والمرابط السعودية المشاركة والمنافسة أوروبيا وعالميا، وذلك لعدة اعتبارات يأتي في مقدمتها القاعدة الكبيرة من الجياد العربية التي تمتلكها، وهي نخبة من أفضل السلالات وأجملها ، بالإضافة إلى ما تمتلكه من خبرة كبيرة في ميادين البطولات والمنافسات، كما يرافقها في هذه المنافسات مربط عذبة ومربط المحمدية، اللذان كان لهما مشاركات ونتائج مميزة في البطولات الأوروبية في الأعوام الأخيرة. تدخل جياد الخالدية بمجموعة من خيولها المميزة التي تألقت في المسابقات المحلية والعالمية يأتي في مقدمتها بطل العالم للأمهار لعام 2008، الحصان العالمي «بانديروس»، والذي يدخل في فئة الفحول، وهو المرشح بقوة لنيل العديد من البطولات على الرغم من وجود العديد من الفحول العالمية المميزة؛ وذلك لتميزه في تركيبة جسمه، التي تعد روعة في الجمال والتناسق، واستطاع أن يحقق عدة إنجازات مهمة هذا الموسم، وأن يرفع رصيده من البطولات؛ فقد حقق المركز الأول والبطولة في ثلاث بطولات مهمة، هي: الخالدية، وقطر، والشارقة، ومركز الوصافة في بطولة دبي الدولية، وفي منافسات الأفراس هناك الفرس «أثينا» التي تتميز بالرأس الجميل المتناسق والعنق المقوس، فقد تابعت تألقها وتابعت حصد البطولات؛ حيث تحمل في رصيدها ثلاث بطولات من مشاركتها في هذا الموسم، وتعتبر الأوفر حظا بين الأفراس المشاركة، وتشاركها المنافسة في هذه الفئة الاسم الجديد لإسطبلات الخالدية الفرس «ماريماز»، وهو اسم غير معروف ولكن ربما يصنع المفاجآت، أما في فئة المهرات والتي دائما ما تعتبر الأقوى فإن الخالدية ربما تعد لمفاجأة؛ حيث تشارك للمرة الأولى في أوروبا بالمهرة «مروانا»، والتي يرشحها البعض لتحقيق نتائج جيدة، وفي فئة الأمهار أيضا هناك اسم جديد وهو المهر «شمالي»، يشارك للمرة الأولى، وهو من إنتاج الخالدية، ومن نسل الحصان العالمي «شمال» المملوك للخالدية أيضا. أما بالنسبة إلى مربط عذبة للخيل العربية الأصيلة والذي يسير بخطوات ثابتة نحو العالمية، ويعتمد القائمون عليه على سياسة التركيز على الإنتاج، فإنه يدخل هذه المنافسات مجموعة مميزة وربما يكون التركيز فيها على إنتاج المربط الذي استطاع أن يثبت وجوده وتفوقه في البطولات الخليجية، وذلك من خلال المهرة «مقبلة عذبة»، والتي استطاعت أن تحقق نتائج مميزة في بطولة الخالدية وقطر ودبي، على الرغم من صغر سنها، وستمثل المربط في هذه الفئة في البطولات الأوروبية مع بعض الأسماء الأخرى، منها أسماء جديدة وتشارك للمرة الأولى مثل المهرة «غانية عذبة» والتي ربما تكون مفاجأة، كما أن المهر «صيرم عذبة» سيكون أيضا أحد الأسماء التي ستمثل المربط في هذا الموسم، فقد استطاع أن يحقق نتائج مميزة خلال مشاركته الأولى في كل من بطولة الخالدية وبطولة قطر، بالإضافة إلى الجواد «قيرلن باي» الذي يتميز بحركة رائعة تدل على الخفة والرشاقة،بالإضافة إلى عنق جميل ومقوس، فقد استطاع أن يضع له بصمة من خلال مشاركته هذا الموسم حيث حقق مركز الوصافة والجائزة الفضية في كل من بطولة قطر وبطولة الشارقة. مربط المحمدية أحد المرابط المشاركة المهمة، الذي وضع له بصمة واضحة خلال مشاركته في الأعوام الماضية، وقد تميز بسياسة تقليل أعداد الجياد المشاركة والتركيز على الجودة العالية، ويستعد للمشاركة، وهو يسعى للتعويض وتحسين الصورة بعد البداية غير الموفقة في البطولات الخليجية، ويبدو أنه يحمل الكثير من المفاجآت. وللوقوف عن كثب على استعدادات المرابط السعودية في هذا الشأن التقينا بالمدير العام لإسطبلات الخالدية الأستاذ مطلق بن مشرف، حيث قال: « ان جميع الاستعدادات لهذه البطولات تمت بشكل جيد، وتأتي مشاركة الخالدية في البطولات الأوروبية باعتبارها من أهم مسابقات الجمال حول العالم، ولتعزيز صدارة جياد الخالدية بمسابقات الجمال الدولية». وقال:« لدينا جياد مميزة مثل الفحل باندوراس والفرس أثينا، بالإضافة إلى جياد جديدة هي الفرس ماريماز والمهرة مروانا، ونحن نسعى بإذن الله إلى أن نحافظ على الصدارة والفوز بأكبر عدد من البطولات، ولدينا الأمل الكبير في الله عز وجل ثم في مستوى جيادنا المعروفة عالميا». كما التقينا بالدكتور سالم البراق نائب الرئيس لشركة مربط عذبة للوقوف على أبرز استعدادات المربط فذكر أن:«استعداداتنا لهذه البطولات جيدة ولدينا في مربط عذبة برنامج خاص نحرص من خلاله على أن تكون جياد مربط عذبة في أتم الاستعداد لمثل هذه البطولات وبشكل مستمر طوال العام، وذلك بتوجيه من الأمير عبدالعزيز بن احمد بن عبدالعزيز. بذلك تكون الإسطبلات والمرابط السعودية قد أنهت استعداداتها لهذه البطولات واضعة نخبة جيادها من أفضل وأجمل السلالات في ميزان البطولات الأوروبية وأمام قضاة التحكيم العالمي؛ لتحاول أن يكون النصيب الأكبر من البطولات في كفتها، وأن تعكس مظهرا أنيقا وجمالا أخاذا يجمع بين الأصالة والجمال .