أيام قليلة وتنطلق المسابقة الأهم والأقوى في تاريخ المنافسات الرياضية، المنافسة التي تعايش معها أبناء هذا الجيل في وطني خلال الأعوام الماضية، وهم يرون منتخب بلادهم حاضرا على امتداد 12 عاما، عاشوا تفاصيل وأجواء كأس العالم والأحلام تسكنهم والآمال تحدوهم بظهور منتخب الوطن بأفضل صورة، كانت متابعتهم للبطولة مختلفة ومتشربة بالحس الوطني العالي، وعادة ما تنتهي هذه المتابعة أو تقل تدريجيا متى ما ودع الأخضر البطولة مبكرا، معظم الشباب - وأنا أحدهم - دخلوا في مرحلة الوعي والنضج الرياضي، واستشعروا قيمة المواطنة، وسكنهم الحس الوطني العالي وهم يرون العلم الأخضر يرفرف في كبرى المسابقات الرياضية، يترقبون حفل الافتتاح حتى يتقافزوا فرحا بمرور أعضاء الوفد السعودي مكتسين بالزي الرسمي الذي عادة ما يفجر عواطفنا وينتزعنا من الداخل لمجرد رؤيته في محفل من هذا النوع. كان تأهل المنتخب لكأس العالم، يقوم بأدوار تثقيفية غير مباشرة للشباب، من دون أن نشعر، كان تأهله يعد أكبر حملة لتعزيز القيم الوطنية لدى الشباب، يكتسبون منه الكثير والكثير من الثقافات، ولم تكن الفائدة تنحصر على ذلك فحسب، بل إنها تتعدى ذلك بمراحل لتغير من اهتمامات الشباب أنفسهم، وتصرفهم عن الكثير من الاهتمامات الساذجة آنذاك. اليوم.. تغير الحال، فالمنتخب لم يتأهل، وكأس العالم ستنطلق من دون أن نشاهد العلم الأخضر يرفرف عاليا في جنوب إفريقيا، لن نترقب حفل الافتتاح، فالأزياء كلها لا تعنينا.. سنتابع المنافسات لكننا لن نصل أبدا لنشوة الفرح والقفز عاليا.. وعاليا جدا. كأس العالم.. فرصة لتحفيز النشء على متابعة الرياضة والاهتمام بها، فالرياضة أداة مهمة لحفظهم من خطر الميل نحو اهتمامات قد تدمر حياتهم ومستقبلهم، فالدور الذي لعبه المنتخب السعودي سابقا تجاه أفكارنا، على الرئاسة العامة لرعاية الشباب أن تستشعره مجددا وتعيده لحيز التنفيذ والواقع.