إذا كان المصور السعودي يعاني من عدم تطبيق قرار التصوير في الأماكن العامة، فإن المصور الصحفي يعتبر محظوظا لامتلاكه بطاقة تصوير من الصحيفة أو الجهة التي ينتمي إليها، تساعده في الوصول إلى أماكن قد تكون حلما للمصورين الآخرين. للمصور الصحفي في صحافتنا المحلية هموم من نوع آخر، فلا يقدر دوره الكثير من الصحفيين الذين يستخدمون كاميراتهم الخاصة لتصوير المناسبات أو اللقاءات في إشارة إلى انعدام الوعي بأهمية الصورة الصحفية لدى الكثير من الصحفيين، وقد تجلت إبداعات المصورين عند مشاركتهم أخيرا في تغطية تطهير الحدود السعودية الجنوبية ووقوفهم على خط النار مغامرين بأرواحهم في سبيل تأدية رسالتهم في نقل الحقيقة كما هي مبرهنين على أهمية دور الصورة في الصحافة السعودية. شعور متناقض يشير المصور الصحفي عامر الهلابي إلى مشاركته في تغطية أحداث الحدود الجنوبية: «كانت تجربة جديدة للمصورين السعوديين في تغطية الحرب» ويرى أنه بالرغم من أمنياته في تغطية أحداث كهذه إلا أن شعوره كان متناقضا بين سعادته في خوض تجربة جديدة كهذه وبين أن هذه التجربة كانت على أرض الوطن: «لم أكن أتصور أني سوف أغطي حربا على الحدود السعودية، فقد كانت تجربة تصوير الحروب تراودني كثيرا إلا أني لم أتخيل أنها ستكون على حدود وطني الحبيب»، وعن دور الصورة في الصحافة السعودية يرى أن الصورة لم تأخذ حقها كما ينبغي إلا في عدد قليل من الصحف ولا يتم توظيفها بطريقة تخدم المادة الصحفية؛ فأغلب صحفنا تعتمد على نشر صور «بورتريه» مع الأخبار، بينما سيكون أكثر حرفية لو أن الصورة كانت خبرية كي تخدم العمل الصحفي. صور كلاسيكية يرى يونس السليمان مدرب دورات التصوير الصحفي في وكالة الأنباء السعودية أن الصورة عنصر أساسي في العمل الصحفي ولا نستطيع إلقاء اللوم فقط على الصحف، فالمصور يحتاج إلى التدريب وإلى استيعاب دوره الهام، فالصورة التي لا تعبر عن الخبر أو الحدث لا تستحق النشر، كما أن استمرار المصورين في التقاط صور كلاسيكية للأحداث يسهم في الاستمرار في نشر مثل هذه النوعية من الصور، بينما ينبغي أن يتجه المصورون والصحف إلى الأسلوب الحديث في التغطية الصحفية فصورة «قص شريط الافتتاح» أصبحت صورة معتاة في أغلب الصحف، ولم يكلف المصور نفسه في البحث عن قصة داخل الحدث أو عن زاوية أخرى تخدم الخبر، وإذا تنبه البعض إلى هذا فهيئة التحرير دائما ما تفضل مثل هذه النوعية من الصور التي اعتادت عليها كما اعتادت عليها عيون القراء. الحفاظ على الخصوصية المصورة الصحفية سوزان باعقيل، ترى أن المصورة الصحفية هي الأنسب لتغطية المناسبات النسائية وتحتاج إلى التصوير بزوايا محددة للحفاظ على خصوصية المناسبة، وأغلب الصحف لا توجد لديهم مصورات صحفيات، وإن كانت بعض الصحفيات يمارسن التصوير لسد هذا النقص إلا أن التخصص يضفي مهنية أكبر على العمل الصحفي فمن غير المعقول أن يقوم الصحفي أو الصحفية بجميع الأدوار. الطريقة الأسهل يرى هاني الدريعي عضو مجلس إدارة الجمعية السعودية للتصوير الضوئي أن أغلب الصحف تعتمد على وكالات الأنباء حتى في المناسبات التي تحدث في المملكة، وحتى لو أرسلوا مصوريهم تجدهم مفرطين في الانفراد بصور حصرية، ويأتي هذا التصرف جزءا من عدم الوعي بأهمية الصورة الحصرية فضلا عن أن مستوى بعض الصور التي تنشر لا يصلح للنشر وربما هذا ساهم في ترسيخ مثل هذه المستويات لدى المصور الصحفي الذي يفترض أنه يحظى بدورات تدريبية وتوجيه مستمر لما هو مطلوب منه مع عدم إغفال رؤيته الشخصية التي تكون مصدر الإبداع والتميز لأي صحيفة