وجود الأزواج يبدو ضرورة معنوية مهمة لكثير من السيدات في غرفة الولادة وهن يواجهن مرحلة عصيبة وآلاما كبيرة تتطلب الشعور بقربهم منهن في معاناتهن، «أم هادي» تفضل ذلك: «وجود الزوج ضروري بالنسبة إلي لعدة أسباب أولها الدعم الذي تحتاج إليه الزوجة من شريكها يؤثر بشكل كبير في تحفيزها على ترك التفكير بالألم وقت المخاض ترقب رؤيتها وزوجها للطفل»، وتضيف: «النقطة الأخرى أن الزوج بعد رؤية تجربة الولادة تختلف نظرته لزوجته وطفله، لأنه عاين القدر الذي عانته لتنجبه، وبالنسبة إلي أعتقد أن مدى التقدير يتضخم، ومن جهة أخرى فهو يعاين خروج النفس من النفس حين الولادة، وهذا يزيد من رابطة الأبوة بينه والطفل». معنى مختلف الأم أكثر تفهما ومعايشة، هكذا ترى مها محمد: «لا.. لا أفضل أن يكون زوجي معي في غرفة الولادة، أتوقع أن الأم بطبيعتها التي عايشت هذا الوضع تكون أكثر رحمة وتفهما للموقف، وشخصيا تدخل معي أمي لغرفة الولادة، ولا أتخيل أبدا ماذا يمكن أن يحدث لو رآني زوجي بذلك الوضع». وترى «أم خالد» أن ولادة الطفل أمر مشترك بين الزوجين: «أفضل وأحرص على أن يكون زوجي معي في غرفة الولادة لزيادة الاطمئنان، ولكي يشاركني كل لحظة من لحظات حياتي سواء السعيدة أو الصعبة، فوجوده يؤثر وبقوة في نفسية الأم من ناحية إيجابية، حيث إن قربه منها يمدها بالطاقة والطمأنينة والمساندة الروحية، وإن المنتظر مشترك بين الأم والأب، في وقت ولادتي كانت أمي ملازمة لي في الغرفة، ولكن لم يكتمل اطمئناني وراحتي إلا بوصول زوجي، فلذلك معنى مختلف لوجوده معي في تلك اللحظات، وفي النهاية الدور الأهم يكون على عاتق الرجل في مساندته لزوجته». ليس من العادات منذر جدوع «أبو أحمد» يؤكد أنه لن يحضر هذا المشهد: «لا أعتقد أن أي زوجة تحب أن يشاهدها زوجها في تلك الحالة، هذه لحظة خاصة جدا بالنساء وحساسة أيضا، هذه قناعتي الشخصية، وحتى لو طلبت مني زوجتي الدخول معها فلن أدخل في مشهد مليء بالخصوصية والألم، ولو كانت مسألة حضور الزوج للولادة لها فائدة حقا لأتى نص شرعي بها أو حتى اعتادها من قبلنا وأصبحت من العادات والتقاليد، لكن المسألة مجرد اجتهادات شخصية، وأنا لا أعتقد أبدا أن هناك أي دعم يمكن أن يقدمه الزوج لزوجته في غرفة الولادة، الأفضل أن يكون في الخارج يعد مستقبلا أفضل لأسرته الجديدة». لا مفر محمد الشمري يبتعد من الغرفة: «لا أفضل أبدا الدخول إلى غرفة الولادة، ولا أجد أي ضرورة لذلك، لكن بالتأكيد سأنتظر في المستشفى، وبرأيي من الصعب جدا أن يرى الرجل زوجته في تلك الحالة وربما يؤثر في حياتهما بعد ذلك، لكن إذا طلبت زوجتي أن أتواجد فسأفعل». ويرى «أبو ليان» أن أقل واجب يقدمه الزوج لزوجته أن يتواجد معها في ذلك الموقف الصعب: «ولادة الطفل أمر مشترك بين الزوجين وأضعف الإيمان أن أشارك زوجتي لحظة ألمها ووجعها وأحاول تصبيرها وتشجيعها والاطمئنان عليها لحظة بلحظة، شخصيا عايشت تلك التجربة وبصراحة لم أتوقع أن أتحمل لكنني خجلت أمام وجع زوجتي وتحملها رغم أن المرأة أضعف بطبيعة الحال من الرجل، وقد شعرت بتمسك زوجتي بوجودي معها، فهو إحساس جميل جدا أيضا أن تشاهد طفلك من أول نفس يأخذه في الحياة، وأن تشعر بالأبوة من أول لحظة، ولكن بصراحة لم أشعر بلحظة الأبوة تلك إلا بعد أن اطمأننت على زوجتي ولهذا كان مهما جدا أن أكون معها دقيقة بدقيقة». ويبدو عبدالله سالم مستعد للدخول: «طبعا أتواجد، وبصراحة ليس من أجل زوجتي بالدرجة الأولى، بل للاطمئنان على الطفل المولود بعيني وأراه وأعرفه جيدا، لأن المستشفيات هذه الأيام لا يمكن الوثوق بعملها وقد يحدث تبديل للمواليد أو ممكن نسيان أي شيء في بطن زوجتي، والأم في الغالب مخدرة من شدة الألم ولا تنتبه لما يحدث» .