طيور مهاجرة وصقور ثمينة اعتادت الهجرة الموسمية من شمال روسيا وجبال كازاخستان باتجاه الجنوب مرورا بسواحل المملكة إلى إفريقيا، وهي في ترحالها في فضاء الله الواسع تجد من يتربص بها ليصادر حريتها ويحبسها في الأقفاص فتتداولها حيازة الهواة ومحبي الطيور النادرة بأسعار وأثمان تتفاوت بحسب أنواعها وقوتها وجمال منظرها. عبدالرحيم العبدالجبار من عشاق وهواة قنص الصقور المهاجرة غالية الثمن منذ الصغر، يستعد مبكرا لموسم صيدها الذي يبدأ في أول أكتوبر من كل عام ويستمر بين شهر ونصف إلى الشهرين. رحلة الصيد بالنسبة إلى العبد الجبار تعني الكثير من الاستعدادات ، وقال في هذا الصدد: «أعمل شبكة صغيرة من سلك معدني ونايلون وأجهزها بيدي وتكون معي مجموعة من الحمام أو طائر السمان لأضعه في الشباك طعما للصقور المهاجرة ثم أجعل الحمام أو السمان يطير في السماء إذا رأى الصقر، وأضع ثقالة لهذه الشبكة حتى أتمكن من إرجاعها عندما تنقض هذه الطيور على فريستها من الحمام أو السمان». 1.5 مليون وللطيور المهاجرة «الصقور» عدة أنواع: «الحر أغلاها ثمنا حسب لونه وشكله، ومنه الذكر المثلوث، والأنثى تام الحر وتصل إلى 600 ألف ريال، وهذا الطير بيع العام الماضي في الصفاة بالرياض، ومحافظة الطائف بمبلغ 450 ألف ريال، وقد سمعت عن طير حر بيع ب 1.4 مليون ريال في إحدى دول الخليج العربي، وهذا أغلى ثمن للحرار من الصقور، وهناك نوع آخر وهو الشاهين البحري الذي يصل سعره إلى 70 ألف ريال وأقل سعر له أربعة آلاف، أما الجير فمنها الأصلي الذي لا يهاجر من الشمال ولا يصل إلينا إلا عن طريق التهجين ويباع في الأسواق بتصاريح في المملكة ودول الخليج، وهناك نوع آخر وهو الوكري وقيمته معقولة، وسعر المثلوث منه يصل إلى 20 ألفا، وما دونه إلى ألفي ريال». وعن أماكن تواجدها في المملكة: «هي انقرضت ولا يصل إلا القليل منها على ساحل البحر الأحمر «المجيرمة» ومنطقة «الحنو» شمال محافظة ينبع وحتى ساحل جازان وتهاجر إلى إفريقيا». صغار يصطادون غازي العتيبي من محبي هذه الطيور وهواة القنص له طرقه في القنص والصيد: «أقنص في موسم صيد الطيور «الصقور»، وأشتري الغالي منها وأبيع وقد حققت مكاسب عديدة عن طريق هذه الهواية المحببة لي منذ زمن بعيد، وسبق أن بعت طيرا «حر أبيض» بمبلغ 200 ألف ريال، وأشتري أحيانا بأكثر من ذلك»، ويضيف: «علمت أبنائي الصغار أصول وقواعد هذه الهواية حتى يكونوا متمكنين من بعدي ويرافقوني في رحلاتي البرية على السواحل الغربية وساحل جازان، وأصبحوا يعدون الأيام ينتظرون بداية الموسم ورحلة قنص الصقور وشبكها». وللعتيبي طيوره التي يحتفظ بها: «لدي مجموعة من هذه الصقور المحلية ولها مكان خاص في استراحتي، ولن أترك هذه الهواية المحببة لي ولأبنائي الكبار منهم والصغار فهم مدربون عليها ويعرفون كيف يتعاملون مع الطيور رغم المشقة التي فيها» .