أخيرا استباحت الدراجات النارية الطرق السريعة، على مرأى من الأعين. على امتداد الطريق الممتد من جدة إلى المدينةالمنورة، غزلت عشرات الدراجات النارية بلوحات أجنبية، لوحة تواصل جديدة بين الشعوب العربية، في لافتة تعكس أريحية المضيف، في استقبال الضيف. وبعد مسافة تعدت ستة آلاف كيلومتر، وجد الفريق التونسي للدراجات النارية ضالته، في رحاب مكةالمكرمة، هناك ارتووا بشربة زمزم، محت عنهم معاناة السفر الطويل، ورسمت لهم لوحة جديدة في التعاون الإسلامي، وروح الأخوة العربية. سجدوا لله شكرا، حسب وصف رئيس الفريق التونسي أحمد السوسي: «وجدنا كل ترحيب وحفاوة وتكريم، توقعنا كل شيء، وبكينا في غمرة الروحانيات التي احتواها هذا المكان، صحيح أننا دراجيون ناريون، لكننا شبان نحب التواصل، ولسنا نبتا يحارب القيم ويمحو الثقافات، بل نزاوج بين ما نريد وما ينبغي أن نريد». ولأن المدينةالمنورة هي أيضا مهوى أفئدة المسلمين، اتجهت القافلة المكونة من تسعة شبان سائقين، بالإضافة إلى مهندس وسائق تريللا مساندة، إلى حيث المسجد النبوي الشريف، زفوا أنفسهم، حيث نعموا بالروضة الشريفة، واسترسلوا في الدعاء للمسلمين، ويواصل السوسي: «دعونا لمن كان سببا في حضورنا، ومن سهل علينا مراحل الرحلة ومسارها، ومن عمل معنا على توصيل لوحة التحية لكل شباب المملكة، وليس شباب الدراجات النارية فقط». ويصف رئيس فريق المملكة للدراجات النارية صبري سمان، رحلة الشبان الضيوف، بأنها مثال يحتذى به في العمل العربي المشترك: «صحيح أن الدراجات استباحت الطرق السريعة، لكن الأصح أن هؤلاء الشباب استباحوا قلوبنا، إذ قطعوا مسافة طويلة من تونس الخضراء إلى المملكة، مرورا بليبيا وتونس، للتأكيد على معنى واحد اسمه عمق الصلات العربية بين مختلف الشرائح والفئات، صاحبناهم منذ لحظة دخولهم المملكة، وفي جدة استقبلهم فريق المملكة، فيما رافقهم في رحلتهم فريق «المتحدون للدراجات النارية»، وذلك يأتي لما يربطنا من أواصر أخوة مع الأشقاء العرب، إضافة إلى تبادل الخبرات».