تحت دعوى تخسيس الوزن دون أي مجهود بدني، أو حمية غذائية قاسية، تروج مئات مواقع الإنترنت، وآلاف الأشخاص لأدوية تخسيس الوزن، التي من الممكن أن تسبب الجلطات، ونوبات هلع وقلق، وما هو أسوأ من ذلك. تلقي «شمس» الضوء على هذه الأدوية من خلال هذا التقرير. بسمة، طالبة جامعية، تقف على عتبات عقدها العشرين، بدأت أخيرا باستخدام مثبط للشهية، حصلت عليه بعد أن قادتها محركات البحث في الإنترنت إلى منتدى يهتم بشؤون الفتيات والنساء، لتتواصل من خلاله مع فتاة قامت بعرض خدماتها في هذا المنتدى، والمتمثلة في توفير هذا النوع من الأدوية بأسعار مختلفة، وبكميات كبيرة، لتقوم بالاتصال بها وتحديد موعد لأخذ كميتها من هذه الحبوب، التي تم إيقاف تداولها في الصيدليات، نظرا إلى المخاطر الكبيرة المترتبة على استخدامها: «سئمت كثيرا من تتبع أحدث طرق وبرامج الحميات الغذائية، ولا أمتلك الوقت ولا القدرة لممارسة التمارين الرياضية باستمرار، وأعاني كثيرا أثناء تسوقي، الكثير من قطع الملابس والماركات تتطلب جسدا رشيقا لارتدائها، وهذا ما لا أملكه»، وتضيف أنها فقدت عددا من الكيلوجرامات في فترة لم تتجاوز الشهر عن طريق هذه الأدوية: «مخاطرها تستحق المغامرة، ولا يوجد ما هو أسوأ من المواقف والنظرات التي أتعرض لها نتيجة لسمنتي». وهذا ما توافقها عليه كثير من الفتيات السعوديات والخليجيات، اللاتي اتجهن إلى هذه الأنواع من الأدوية التي تباع في الخفاء، إذ إنه تم حظر بيعها في السواد الأعظم من دول العالم نتيجة للمضاعفات الخطيرة المترتبة على استخدامها. وتعرّف مثبطات الشهية Appetite Suppressant بأنها مجموعة من الأدوية تعمل على مركز الشهية في المخ وتقوم بتثبيطه، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض استهلاك الطعام، وإنقاص الوزن في النهاية. وارتبطت هذه المجموعة من الأدوية بانتشار مضاعفات قاتلة، كارتفاع الضغط الرئوي، وتضرر صمامات القلب، التي حدثت بسبب أحد هذه المثبطات، الذي يعرف ب اماينوتريكس، التي تم اكتشافها في العام 1960 الأمر الذي أدى إلى سحبه من الأسواق في العام 1962. ليتكرر الأمر مع عقار فينفلورامين في العام 1990، وعقار آخر في العام 2000 ثبتت علاقته بالجلطة الدموية. لتبدأ منظمة الغذاء والدواء بشن حرب على هذه الأنواع من المنتجات، أدى إلى حظر بيعها في الصيدليات والأسواق في غالبية دول العالم. وكذلك الأمر في المملكة، حيث قامت الهيئة العامة للغذاء والدواء بحظر بيع هذه المنتجات في المملكة، بناء على التحذيرات الدولية المتزايدة بمخاطر هذه الأدوية. ومن جانب آخر نشرت الهيئة العامة للغذاء والدواء السعودية في العام 2008 تحذيرا نقلته عن زميلتها الأمريكية، التي حذرت من ما أسمته بمستحضرات إنقاص الوزن، التي وُجِد احتواؤها على مواد كيميائية فعالة غير مصرحة للاستعمال، غالبية هذه المواد الكيميائية كانت تابعة لأدوية تثبيط وإنقاص الشهية. كما نصحت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية المستهلكين بإيقاف استخدام أي مستحضر لإنقاص الوزن، واستشارة مقدمي الرعاية الصحية ومراجعة الجهات الصحية، لما تسببه هذه المستحضرات من بعض الأمراض الخطيرة مثل: ارتفاع ضغط الدم، والتشنجات، والأزمة القلبية.