منذ عام 2007 عندما فاجأ فريق ميلان الأول لكرة القدم الجميع وحقق لقب بطولة دوري أبطال أوروبا بقيادة مدربه كارلو أنشيلوتي ولاعب الوسط البرازيلي ريكاردو كاكا، لم يقدم النادي «اللومباردي» الأداء الذي عُرف عنه، بسبب سياسة إدارته التي رفضت تعزيز صفوف الفريق بلاعبين جدد، متعذرة بضائقة مالية تجعلها غير قادرة على دخول سوق انتقالات؛ ما أدى إلى اختفاء بريق ميلان وأصبح جل ما يمكنه فعله احتلال مركز يؤهله للمشاركة في بطولة دوري أبطال أوروبا. وعلى الرغم من مرور ثلاثة أعوام على آخر إنجاز احتفلت الجماهير، إلا أن إدارة النادي ممثلة بالرئيس سيلفيو بيرلسكوني ورفيق دربه أدريانو جالياني، طالبا المشجعين بالصبر وعدم استعجال النتائج، متحججين بمرور الفريق ب «مرحلة بناء» ستستغرق ما لا يقل عن ثلاثة أعوام أخرى. ويحتاج الفريق الأول بالنادي الإيطالي إلى عدد مهول من اللاعبين بسبب تقدم ركائزه الأساسية في العمر، خصوصا جينارو جاتوسو الذي لم يعد قادرا على الركض في جميع أرجاء الملعب كما كان يفعل، والأمر ذاته ينطبق على أندريا بيرلو بعدما افتقد لتمريراته الدقيقة، بينما لم يعد قلب الدفاع اليساندرو نيستا قادرا على اللعب فترة طويلة بسبب معاناته من مشكلات عدة على مستوى الظهر والركبة، وأخيرا فيلبو إينزاجي هداف الفريق الأسطوري الذي استهلكه ميلان ال 35 من عمره ولم يعد لديه جديد يقدمه. وبخلاف ذلك دفعت إدارة ميلان الثمن بمغامرتها غير المحسوبة من خلال الاعتماد على البرازيلي ليوناردو عديم الخبرة كمدرب للفريق، بعدما أقالته أخيرا، وبدأت مرحلة البحث عن بديله، وانحصرت الأسماء المرشحة على البيرتو دونادوني الذي فشل بشكل ذريع مع منتخب إيطاليا في كأس أمم أوروبا 2008، والهولندي فان باستن لاعب الفريق السابق، وماسيميليانو اليجري وفيليبو جالي، بالإضافة إلى ماورو تاسوتي. وسيبدأ ميلان من الموسم المقبل بتصعيد ثمانية من لاعبي الأكاديمية الذين لا تتخطى أعمارهم حاجز ال 21 عاما، وهي خطوة غريبة على النادي خصوصا أنه ارتبط بالتعاقد مع لاعبين تجاوزوا حاجز ال30 عاما، نظرا إلى سياسته التي تعتمد على لاعبي الخبرة بصورة أكبر. وواصل بيرلسكوني صدماته للجماهير بإعلانه خلال مؤتمر صحفي أمس عدم نيته في دفع مبالغ طائلة لضم لاعبين جدد: «هناك لاعب وحيد مستعد أن أغامر بكل ما أملك من أجل ضمه إلى الفريق وهو كريستيانو رونالدو، أما بقية اللاعبين فلا أعتقد بأنهم يستحقون مبلغا يتخطى حاجز ال20 مليونا.. لذلك متى ما طلب مني المدرب الجديد أو جالياني لاعبا فإني مستعد أن ادعمهم ب 13 مليون يورو أو حتى 15 وهو أقصى ما يمكنني دفعه للاعبي الجيل الحالي لكونهم يفتقدون إمكانيات اللاعب الحقيقي». وأشارت تقارير صحفية في وقت سابق إلى وجود خلافات عدة بين بيرلسكوني ونائبه جالياني خصوصا بعد أن تعاقد الأخير مع البرازيلي مانسيني من صفوف إنتر ميلان دون علمه، ومنذ ذلك الحين سحب بيرلسكوني غالبية الصلاحيات التي أعطاها لنائبه، الذي سيضطر في المرات المقبلة إلى أخذ موافقة الرئيس قبل أي قرار يتخذه. ومن المتوقع أن يتسلم قائد الفريق السابق باولو مالديني خلال الأيام المقبلة منصبا إداريا مرموقا مثل مدير الكرة الذي كان يشغله ليوناردو قبل أن يصبح مدربا ثم يقال من منصبه، بالإضافة إلى ضم مدرب المنتخب الإيطالي مارتشيلو ليبي لشغل منصب إداري آخر بدءا من الموسم الكروي بعد المقبل .