أحد مراكز الدراسات الاجتماعية توصّل في وقت سابق من خلال دراسة استقصائية، إلى أن 57 في المئة من الأزواج، الذين يمارسون العنف على زوجاتهم ضربا وتنكيلا، يدفعون ثمن عنفهم بضرب مضاد من قبل إخوة زوجاتهم، بطريقة «كما تدين تُدان». المدهش في الأمر، أن أغلب أولئك الأزواج العنيفين هم في سن الشباب (ما بين 20 و 29 عاما) وفقا للدراسة، وضاربوهم شباب يصغرونهم سنا حتما. ارتأت «شمس» أن تحجب أسماء من تحدّثوا لاعتبارات الخصوصية، مكتفية بالأحرف الأولى. لم يندم الزوج م. ج (28 عاما) على ضرب شريكة حياته، وقال: «إنها تستحق، فهي عاصية»، مشيرا إلى اقتناعه بقرار الطلاق الذي تم أخيرا. ولم يخف م. ج اعترافه بالحب، وأوضح: «بدأنا زواجنا بكل حب، لكن بعد ثلاثة أعوام بدأت المشاكل مع اتضاح عصيانها وتطاولها بالشتائم، حتى في الأماكن العامة، فلم أتمالك نفسي عن ضربها»، مشيرا إلى بدء حقبة العنف، التي تبعتها مشاجرات و«مضاربات» مستمرة مع إخوتها. سألنا الزوج المغبون بكل وضوح: «لماذا انقلب حالكم بعد حب الثلاث سنوات؟»، فعلّق ردّه على «سوء التربية ورفيقات السوء»، ومع ذلك صدّر لنا ضبابية وقتامة حلول اللجوء إلى العنف. حلبة (الزوجية)! في منحنى آخر، تعتقد زوجة معنَّفة تدعى ن. ع (30 عاما)، أن بيت الزوجية الذي خرجت منه مطلَّقة «كان أشبه بحلبة المصارعة»، وقالت عن زوجها: «لا أعتقد أنه إنسان أصلا»، مشيرة إلى أنه ينتمي إلى قبيلة أخرى غير قبيلتها؛ بما يعني في وجهة نظرها «بداية الدخول في الاختلافات لتباين العادات». وأكدت ن. ع بغضب: «يبدو أن من بين عادات قبيلته حسم أي نقاش بالضرب، مهما كانت تفاهته»، ثم أردفت: «كرهت نفسي واستحقرتها، حين قبلت الزواج بذلك الشخص المجرَّد من الإنسانية»، موضِّحة أنها لا تملك حيلة لعدم وجود أشقّاء ذكور، وإنما شقيقتان متزوجتان في مناطق بعيدة ووالد مسن لا حول ولا قوة له. ولم يخف الزوج م. ع (29 عاما)، الذي تزوج في سن مبكرة قبل 11 عاما، أن مشكلته تكمن في الارتباط بفتاة من أسرة ثرية اعتادت على «البذخ والتفريط»، واعترف: «اضطررت للعمل في أكثر من جهة، من أجل توفير طلباتها، خصوصا أن زواجنا أثمر ولدا وبنتا، لكن ما تطلبه لا ينتهي ولا حدود له». وأقرّ م. ع أنه في أحد الأيام اضطر لتجاهلها بشكل تام، وهي تلحّ كعادتها على قائمة طلبات، وقال: «عندما هممت بالخروج لأحد الدوامات الخارجية، شتمتني وسبّت أهلي، فاضطررت لضربها بقوة»، مشيرا إلى لهربها إلى غرفتها وإغلاق بابها، ومن ثم اتصالها على إخوتها، الذين حضروا وهاجموه وضربوه أمام أبنائه، وحوّلوا المنزل إلى ما يشبه المزبلة، ليضطر في اليوم التالي إلى تطليقها دون تردُّد. حل توعوي اعترفت الزوجة ج. ه (29 عاما) أن زوجها يصغرها بعامين، لكنها اكتوت بضعف شخصيته أمام أغلب من يحيط به، وقالت: «حرّضته إحدى شقيقاته عليّ لسبب تافه جدا، فانتفض واستحال إلى وحش ضارٍ انهال عليّ ركلا ورفسا»، وأردفت: «لم أتحمّل ذلك الأمر فاستنجدت بإخوتي وكان ذلك في السنة الأولى للزواج، لتستمر المشاكل بعد ذلك. وأوضحت ج. ه أن أحد أشقائها نصحها وزوجها، بضرورة الانخراط في دورة توعوية خاصة بالأسر، وهو ما حدث بالفعل بعد أن استجاب زوجها وتحسّنت أمورهما تدريجيا، ما دعاها لنصح الأزواج والزوجات إلى اللجوء لمثل هذه الحلول، وإلى الحوار بشكل عام