لا غريب في حي الكرنتينة، أحد أقدم الأحياء العشوائية في جدة، ولكن مع ذلك فقد تتملكك الدهشة عندما تشاهد بعضهم يمتهن مهنا غريبة وطريفة؛ فلا شيء يقف أمامهم في الحصول على المال حتى إن استدعى الأمر بأحدهم أن ينشئ صالونا للتجميل في الهواء الطلق يقدم خدماته للمارة مقابل حفنة من الريالات لا تتجاوز العشرة. قرب إحدى الساحات الشعبية وقف أحد مخالفي نظام الإقامة وأمامه كرسي ينادي على كل من يمر بجانبه عارضا خدماته في تقليم الأظافر وتنعيمها وترطيبها بالزيوت، والغريب أن بعضهم يستسلم للإغراء خاصة ممن ليست لهم علاقة مودة من أظافرهم. وبمجرد جلوس الزبون على الكرسي تبدأ المفاوضة في السعر الذي يتراوح ما بين خمسة إلى عشرة ريالات يفترش صاحب الصالون قطعة سجادة صغيرة «مصلية» على الأرض ويشرع في العمل بيديه العاريتين بكل همة ونشاط وأمامه «عدة الشغل» مبرد ومقص صغير وبعض زجاجات الزيوت مجهولة المصدر. أحد الزبائن قال إنه أصبح زبونا دائما للرجل لأنها أحيانا كثيرة لا يجد الوقت الكافي لتقليم أظافره بنفسه. مشيرا إلى أنه يجد معاملة تفضيلية في السعر، حيث لا يدفع سوى خمسة ريالات فقط. أما صاحب الصالون نفسه فرفض الحديث معنا وجمع عدته واختفى بين أزقة الحي. لكن «مأمون» ويعمل في غسل السيارات أشار إلى أنه ليس له مقر معين وغالبا ما يكون زبائنه من المقيمين وخاصة الأفارقة، أما المواطنون فلم ير أحدا منهم يتردد عليه. وأشار إلى أنه يتردد عليه في بعض الأحيان لأن طبيعة عمله تجعل أظافره بحاجة إلى تقليم وتنظيف مستمرين. من جانبه أكد الناطق باسم أمانة جدة مدير المركز الإعلامي أحمد الغامدي ل»شمس» أن مهنة تقليم الأظافر بهذه الكيفية مخالفة تماما للأنظمة، وحذر من التعامل مع ممارسيها الذين يتنقلون من مكان لآخر. وذكر أن هنالك جولات يومية للمراقبين الصحيين في البلدية التي يتبع لها الحي تعتمد على عنصر الفجائية والمباغتة وبسرية تامة مع الجهات الأخرى كالجوازات والأمن الوقائي. ولفت إلى أن هنالك خططا متواصلة لرصد المخالفات في الأحياء العشوائية للقضاء عليها نهائيا.