اللاعبون هم أساس نجاح أي مدرب وليس العكس وإلا لما نجح مدرب مثل دونجا وهي تعني بالبرتغالية « الحمار » أكرمكم الله مع منتخب البرازيل لولا أن السليساو زاخر بنجوم يصنعون الفرق أمام المنتخبات الأخرى، ولكان أيضا قد صنع عباقرة التدريب في رومانيا وأولهم الجنرال يوردانيسكو من الفسيخ الروماني شربات، فبلادهم لم تكن يوما ذات صيت في كرة القدم ولكنها تتحفنا بمدربين أفرغوا خزائن الأندية والمنتخبات الخليجية بأسمائهم الرنانة ولو كان فيهم خير لكانت بلادهم أولى بهم. ما قادني لهذا الحديث الفشل الذي مني به مدرب الهلال البلجيكي جيريتس في نهائي الجمعة الماضية، فقد صنع بعض الإعلام من الرجل أسطورة بعد تحقيقه مع الفريق الدوري وكأس ولي العهد وها هو قد انكشف وبانت عورته، فعندما غاب رادوي وعزيز غرق في شبر موية، ففلسفته التدريبية لم تجعل من سلمان الفرج سوبرمان يعوض غياب محوري الارتكاز ولم يكن قادرا كذلك على إحياء قدرات الغامدي وهي رميم، ووقف عاجزا أمام مد الهجوم الاتحادي لا يملك غير الدعاء أن يقيض الله له رمية من غير رامٍ تنقذه من ورطة الجمعة الحزينة، فالهلال الحالي مع اكتمال لاعبيه لا يحتاج إلا لأكثر من لاعب معتزل في شخصية الجابر ليقوده، فها هو برشلونة قدم لاعبه جوارديولا ليقوده وهو في سن بويل ففعل وحقق معه ما لم يحققه العبقريان لويس فان جال ويوهان كرويف وفعلها قبل ذلك كيني دالجليش في عز تألق ليفربول، كما أن التيار في الأندية الأوروبية يسير باتجاه الأسماء الشابة، ولكن لدينا الأمر يختلف فنحن نحب البريستيج وأصحاب القبعات حتى لو أحيلوا إلى التقاعد في بلادهم ويأتوننا ومعهم جيش من أقربائهم وأصهارهم وجيرانهم تحت اسم الجهاز الفني ونستقبلهم من جانبنا بطاقم من المترجمين يتناقلون التعليمات الفنية لثلاث لغات حتى تصل للاعبين وهي منزوعة الدسم. باختصار دعوا جيريتس يدرب الوحدة أو القادسية وخبرونا ماذا فعل لنعترف بأنه أسطورة.