كلما ضاقت مساحات الاختيار في مجال الهوايات اتسعت مساحات هوايات بعينها؛ لأنها تحتكر الجو الترفيهي. وعند عدّ الهوايات التي تحظى باحتكار أوقات الشباب فإن البلياردو على رأس هذه الهوايات والألعاب.لا يعرف على وجه التحديد من أين بدأت؛ فثلاثة شعوب أوروبية لا تزال تتصارع من أجل تسجيل شرف اختراع هذه اللعبة الرياضية لصالحها ، وكل منهم يعتقد أنهم أول من ابتكرها، وربما يكون ل «اللعبة» أصل شرقي، فهي شبيهة إلى حد ما ب «الكيرم» وهي اللعبة الشعبية المحلية ذات الأصل الهندي. في جولة على عدة مواقع تقدم خدمة لعب البلياردو، كانت لنا لقاءات مع شبان من محبي هذه اللعبة، ومن بينهم شجاع التركي، الذي يرى أن البلياردو هي إحدى الخيارات المتاحة المرغوبة في الترفيه ، خصوصا مع غياب أدوات الترفيه الأخرى: «إنها لعبة مثل بقية الألعاب، وقد يدمن عليها بعضهم في حال افتقروا للتحكم في نظامهم وبرنامجهم اليومي»، وأما هو شخصيا فإنه يقضي ما بين نصف ساعة إلى ساعة واحدة يوميا. ولكن من يستمتع أكثر باللعبة بحسب شجاع «هو المحترف والماهر؛ ففي المهارة تكمن عناصر جذب اللعبة ومتعتها». ولكن ماذا عن الفتيات والبلياردو؟ فمن الواضح أن ميولهن إليها تقصر كثيرا عن ميول الشباب، ويقول شجاع : «هذه اللعبة غير مناسبة للجنس الآخر»، ويبرر: «طبيعة المجتمع الشرقي لا تحبذ أمرا كهذا للفتيات»، لكنه يؤكد رؤيته لفتيات يلعبن البلياردو بأريحية في مصر وسورية». أما يزيد إبراهيم العثمان، فيشير إلى أنه عاد إلى اللعبة بعد فترة توقف طويلة، أما قبل ذلك: «فكنت مدمنا على اللعبة وأقضي في محالها معظم يومي». ويرى أن البلياردو لعبة جيدة لقتل الوقت وقضاء الفراغ : «من دوافع تعلق الشباب بالبلياردو كما أرى، أنها جيدة وفعالة في «تضييع الوقت»، خصوصا مع عدم وجود أماكن تختص بالترفيه للشباب، فكل هذه الأماكن على قلتها وضعفها مخصصة للعوائل». ويصف يزيد اللعبة بأنها ذهنية وعقلية وعضلية أيضا: «أنا أصفها بلعبة العقل؛ فهي تتطلب كثيرا من الذكاء والفن وتنمية الذهن وزيادة التركيز. وبعض الناس يستخدمون كاسات الشاي بمنزلة فواصل بين الكرات ، بحيث يكون الممر بينها ضيقا لا يتعدى حجم الكرة فقط ، وينجحون فعلا في إصابة الكرة وإسقاطها في الهدف». ولا يرى يزيد مانعا لممارسة الفتيات لهذه اللعبة، سوى أن هناك ما يمنعهن نظاميا من ممارستها. في مكان آخر من الصالة، يمارس شاب هذه اللعبة بطريقة تنم عن الخبرة، وهو ياسر الشايع الذي يصف نفسه ب «ممارس قديم للبلياردو»، ولا يزال يقضي معها ما يتراوح بين نصف الساعة إلى الساعة من وقته يوميا، هو لا يشعر بذلك الوقت بحكم حبه الشديد لممارسة هذه اللعبة الذي يرجعه إلى تعوده عليها واكتسابه مهارات كثيرة فيها. ويحمل الشايع نظرة حول ممارسة الفتيات للعبة بقوله: «هذه لعبة شباب ولا تصلح للبنات ولا تناسبهن» ولم يبرر رأيه الحاد هذا. ومن جانبه يقول عبدالعزيز الودعاني إنه يمارس اللعبة من أربعة أعوام، وهي مدة لم تجعله مدمنا عليها، فهو يمارسها في أوقات الفراغ فقط من باب الترفيه عن نفسه وفي مدة لا تتجاوز ساعة من وقته اليومي. الودعاني لا يعرف فارقا واضحا بين السنوكر والبلياردو، لكنه كغيره من الراغبين في تطوير أدائهم يحب ممارسة الأخيرة وهي الأشهر مع أصحاب الخبرة والمهارة فيها، في حين يتفق بسام مع هذا المبدأ في الاكتساب الفني وإن كان يملك قدرة أكبر من عبدالعزيز في وصف قانون السنوكر: «هي كرات حمراء، إذا أخذت إحداها تحسب بنقطة وبعدها تنتقل إلى الكرات الملونة، حيث يحسب الأصفر بنقطتين والأخضر بثلاث نقاط والبني بأربع نقاط وهكذا، ولكن البلياردو تختلف قوانينها، حيث إنك لا بد أن تختار اللون الخاص بك»