حتى أعوام قريبة لم يكن مصطلح فنانة الأفراح يستخدم في الوسط الفني إلا على سبيل التقليل من شأن أي مطربة، والتقليل مما تقدم من أغان لا ترتقي إلى الذوق العام، إلا أن المتابع للساحة في السنتين الأخيرتين، يجد موضة جديدة تمثلت في هجرة جماعية من فناني الألبومات للوجود والغناء في مناسبات الأفراح لدى الطبقة المخملية، التي وجدت فيهم ضالتها بعيدا عن صراخ الطقاقات. ما جعل الصراع يحتدم بين فنانات الأفراح وفناني الألبومات على إحياء هذه الحفلات، وشكّل هؤلاء الفنانون خطرا كبيرا عليهم في المشاركة في الاحتفالات والمردود المادي الذي يجنيه هؤلاء الفنانون من ريع الحفلة الواحدة، بل تعدى الأمر ذلك إلى جعل هذه الاحتفالات الخاصة سواء كانت للأفراح أو لأي مناسبات أخرى عاملا رئيسيا للفنانين في الكسب المادي خصوصا بعد تدني مستوى المبيعات لألبومات الفنانين بشكل عام، وهذا ما ساهم في اتجاههم إلى هذه النوعية من الحفلات والتخلي عن قدر كبير من قناعاتهم. كما شهدت ألبومات الفنانين في الآونة الأخيرة تركيزا كبيرا على الأغاني النقازية، والسريعة، والخبيتي، نظرا إلى طلبها المستمر في الحفلات، ولأن من شأنها أن ترفع أسهم الفنان في الحضور على مستوى الحفلات الخاصة والأفراح التي تتصدرها هذه النوعية من الأغاني، كما أن انتقائية شركات الإنتاج الفنية في اختيار فنانيها أدت إلى هجر العديد من الفنانين الألبومات الرسمية، والاعتماد الكلي على دخل حفلات الأفراح والحفلات الخاصة، خصوصا أن العائد المادي منها أصبح ينافس إلى حد بعيد توزيع الألبومات، حتى بات يطلق في الفترة الأخيرة على الطقاقات فنانات، في إشارة واضحة إلى أن الفنانين أصبحوا ينافسون الطقاقات بشكل كبير على إحياء حفلات الأفراح، وكما تشير مصادر خاصة ل«شمس» إلى أن الفنانين يطالبون بمبالغ مادية كبيرة نظير إحياء هذه الحفلات تتراوح بين 70 و100 ألف ريال، متنازلين في ذلك عن قناعاتهم السابقة. وكما هو معروف في السابق كان الفنان يغني الزفات مقابل أجر عال، إلا أن الأمر تطور، وأصبح الفنان مطلوبا بالاسم في كل الأفراح في المجتمع الخليجي، وليس السعودي فحسب، ولاسيما لدى الطبقة المخملية منها، ومن المتوقع أن تشهد الأعوام المقبلة طفرة في أسعار نوعية هؤلاء الفنانين، ومن المحتمل أن يتجه لها عدد من الفنانين المعروفين، الذين سبق لهم أن أحيوا حفلات أفراح، يأتي في مقدمتهم فنان العرب محمد عبده، وعبدالمجيد عبدالله، ورابح صقر، وماجد المهندس، وأحلام، وأروى، ونوال، وإبراهيم الحكمي، ومحمد الزيلعي، ووعد، ونايف البدر، والقائمة تطول، ومن هذا المنطلق أصبح لدى المستمع والمتتبع للساحة الفنية العديد من التساؤلات، يأتي في مقدمتها: ما الفرق بين الفنان والطقاقة إذا كان الكل يغني في حفلات أفراح بعضهم جنبا إلى جنب؟ وهل ارتفاع أجور فنانات الأفراح جعل الفنانين ينافسونهم على إحيائها أم أنهم مجبرون على الغناء؟ الطقاقة الشهيرة باسم رهف علقت على الموضوع من زاوية تخص طقاقة متمرسة، وواثقة فيما يبدو مما تقدمه في حفلات الأفراح: «لا نخشى الفنانين، لأنهم موضة وستنتهي، وسيعود أبناء الطبقة المخملية لنا». ووصفت رهف أن فناني الألبومات مهما غنوا في الأفراح فإنهم يخشون على بريستيجهم، ويغنون بتكلف واضح، أما من ناحية الأسعار فأوضحت أن متوسط أجر الطقاقة ذات الصيت يتراوح بين 2540 ألف ريال، على عكس نجوم الأغنية الذين يزيد دخل حفلة الأفراح لدى الواحد منهم فوق 100 ألف ريال. وفي خضم حديثها الذي فتح لنا عددا من الأبواب على هذا العالم الغريب، وكشف لنا عن بعض الأمور التي لم نكن نعرفها، ذكرت لنا ما فعلته إحدى الأسر التي جلبتها في ساعة متأخرة من الليل، وبمبلغ مضاعف من أجل إنقاذ حفلتهم، وإعطائها الجو الفرايحي، بعد أن فشل في ذلك فنان شهير. وبصوت مبحوح يعبر عن إرهاق حنجرتها من حفلة سابقة، ويعكس تذمرا بالغا: «على الفنانين أن يبتعدوا عن طريقنا، فحفلات الأفراح لنا، وهم عليهم أن يتفرغوا للألبومات، ويكتفون بما يجنونه من المهرجانات التي يشاركون بها». وأوضحت الطقاقة رهف بأنهن يلجأن للغناء لجميع نجوم الأغنية السعودية حتى يطربن الحضور على عكس نجوم الأغنية الذي عادة ما يكتفون بالغناء لأنفسهم دون أن يمنحوا المستمعين فرصة التنويع