الشخصية العربية مهزوزة فكرا وسلوكا وممارسة يومية.. هذا ما تواجهه من تشويه في الفكر والسلوك من اتجاهات مختلفة تصنع منها بين أوساط الرأي العام العالمي, يقود ذلك فعاليات ثقافية وإعلامية إسرائيلية تتبعها التوجهات الغربيةوالأمريكية بشكل عام، ولعل أسوأ مسخ للشخصية العربية هو ما يفعله بعض الكتاب العرب الحاملين لجنسيات غربية، فهم يقومون بدور بشع لتشويه تلك الشخصية بين أوساط الرأي العام العالمي، وعلى رأسهم إسرائيل، ويجدون فرصة سانحة للتشهير بضعف العرب وانهزاميتهم وتخلفهم، مستغلين انتماء أولئك الكتاب والمفكرين والمؤلفين لجنسياتهم الأصلية من جانب، وتشرذم الأمة العربية وتفرقها وإصابة مفاصل الجسم العربي بأوجاع ثقيلة لم يبرأ منها بعد. (اللوبي الصهيوني) وأجهزته الإعلامية المبثوثة في الولاياتالمتحدةالأمريكية خاصة وبقية الدول الغربية عامة، له دور فاعل في استغلال هذه الفرصة لتضخيم الدور التشويهي للشخصية العربية في محاولة لغسل أدمغة العقول الغربية وإيهامها أن هذا المسخ إنما يمثل أوضاع العرب الحالية، بدليل أن مجموعة الأطروحات التي كتبها أولئك المنتمون إلى الأمة العربية من جنسيات غربية تؤكد صحة هذه الأوضاع، رغم أنها عارية من الصحة تماما. تلك الكتابات والمصنفات التي يدبجها بعض العرب المنتمين إلى جنسيات غير عربية، تعد في ظاهرها وباطنها فاتحة سيئة يلج منها الصهاينة إلى عوالم تشويه الشخصية العربية وطمس معلمها والنيل من إنجازاتها التاريخية القديمة والحديثة، ويستند معظم كتاب الغرب عند الحديث عن الشخصية العربية إلى تلك الإرهاصات التي ساهمت بشكل مباشر وغير مباشر في مسخ تلك الشخصية وإظهارها على غير صورتها الحقيقية. يقظة: الملاحظ أن معظم أولئك الكتاب يستشهدون بفقرات مطولة من قراءات بعض الكتاب المنتمين إلى العرب والحاملين لجنسيات غربية، الغرض من الاستشهاد لا يكاد يخفى على أحد ويتمحور في شكله ومضمونه في دائرة المساس بالشخصية العربية ومحاولة العبث بجوهرها الأصيل، ولهم أساليب متعددة في إظهار ذلك على أنه حقائق ثابتة غير قابلة للتكذيب.