في ليلة احتفاء خاصة أقامتها أخيرا اثنينية عبدالمقصود خوجة، اجتمع شمل الصحافيين والإعلاميين لتكريم الصحافي عثمان العمير على مشوار إعلامي حافل قضاه في الصحافتين الورقية والإلكترونية. وبدا العمير مرتبكا أثناء إلقاء كلمته المقتضبة التي أوجزها في عشر دقائق، أعرب خلالها عن امتنانه لهذه اللفتة الكريمة من القائمين على الاثنينية: “هي المرة الثانية التي أكرم فيها بالسعودية، ومن عادتي أن أعتز بأهمية المكان ومحوريته في حياة البشر”. وفي حديثه عن مسيرته الصحافية التي امتدت 50 عاما، ألمح العمير إلى التطور التقني المذهل الذي انعكس على الصحافة حتى أصبح العالم كله يتناقل المعلومات والأخبار بسرعة شديدة بعد ظهور الإنترنت التي حفزته على التفكير في إنشاء صحيفة إلكترونية تواكب هذه التطورات: “لم أخطط ل(إيلاف) في صورة مشروع، لكنني قررت بعد خروجي من صحيفة الشرق الأوسط عدم العودة إلى الورق، ومن هنا بدأت فكرة إيلاف تتبلور في ذهني على أنها المستقبل الواعد”. ورغم السخرية التي قوبل بها مشروعه الناشئ، كان العمير مراهنا على قدرة الصحف الإلكترونية على منافسة الورقية وربما إزاحتها عن الطريق. وتطرّق العمير إلى أهمية التدريب المستمر للكوادر الصحافية وتأهيلها للتعامل مع المادة: “فالخبر نفسه لا يكفي وحده لجذب القارئ؛ لأنه مشاع وفي متناول الجميع، وعلى الوسائل الإعلامية أن تتنافس اليوم في المضمون والتحليل؛ لذلك أوصي بتدريب الصحافيين تدريبا مهنيا حديثا”. وحول أسلوبه في الإدارة والتعامل مع مرؤوسيه من الصحافيين، أكد العمير أهمية التعامل الإنساني في تحسين العلاقة بين رئيس التحرير ومنسوبي المطبوعة: “وهذا سر نجاحي؛ لأنني كنت أرى نفسي واحدا منهم، وجنديا مثلهم، وصحافيا بينهم”. واعتبر العمير أن مفهوم الليبرالية في السعودية مغلوط ويحتاج إلى إعادة جدولة، وهي الحال نفسها التي تنطبق على المثقف. وردا على مداخلة حول سبب اختياره المغرب مكانا لاستثماراته، قال العمير: “إنه البلد الذي عشت فيه فترة طويلة شعرت خلالها بالراحة والسعادة، إضافة إلى الحرية النسبية التي تنعم بها الصحافة هناك، وهو ما دفعني إلى تأسيس صحيفتين بالفرنسية والإسبانية”. وفي ختام كلمته، أفصح العمير عن عزمه على تدوين تجربته الصحافية في سيرة ذاتية، متمنيا أن يسعفه الوقت على تحقيق ذلك، ثم صحح معلومة عن كونه المؤلف لسيرة الملك الحسن الثاني: “وجّهني لكتابة المقدمة فقط، ولم أكتب السيرة كما هو شائع”.