شكّل موقع اليوتيوب نقلة نوعية في ثراء المواد الإعلامية المرئية على الشبكة العنكبوتية، وبات له ثقله ووزنه في حفظ أرشيف الفنانين من حفلات ولقاءات وجلسات خاصة، سواء كان ذلك بتمريرها من قبلهم أو بحفظها عن طريق الجمهور، ولم يقتصر (اليوتيوب) على الوسط الفني بل بات مؤثرا وجزءا من الثقافة المرئية المنوعة ونافذة على الأوساط الثقافية والدينية والسياسية.. وفي هذا التقرير نوضح عددا من الزوايا التي تخص موقع الفيديو الشهير، وكيف تعدى كونه محركا مرئيا وأكثر من ذلك.. أنهى فكرة المنوعات نسبة كبيرة من المحطات الفضائية كانت تعتمد بشكل واسع على برامج المنوعات التي تستعرض من خلالها كليبات النجوم، وكانت في السابق قبل الثورة المرئية تحظى بمتابعة وانتشار وحرص من الجمهور التفاعلي الذي عادة ما يطلب كليبات نجومه الحصرية على قناة ما، هذا الأمر بات في الفترة الحالية صعبا للغاية، لأنه بتحديد اسم الفنان ونقر مؤشر الفأرة على جهاز الكمبيوتر، يستطيع المتابع استعراض عشرات الكليبات في وقت قياسي، بل النقاش حولها مع جمهور الفنان. صراع التيارات شهدت الساحة الإعلامية سجالا كبيرا في الأيام الماضية بين بعض تيارات المجتمع حول حديث الشيخ يوسف الأحمد المنشور على موقع اليوتيوب، وتحدث الشيخ أن هناك من يحاول اقتناص الأخطاء، ومحاولة تحوير حديثه بشكل أو بآخر، وذكر الأحمد أن حديثه لم يكن وليد اللحظة بل كان في برنامج قبل شهرين من الآن، على الطرف الآخر تم التقاط حديث للكاتب الإعلامي يحيى الأمير كان قد تحدث فيه عبر قناة الحرة قبل خمس سنوات، وتسبب في هجوم كبير عليه، وتم نشر المقطع عبر (اليوتيوب) الذي أصبح جزءا من اللعبة، لسرعة انتشاره وكثرة متابعيه، وظهور ثقافة تقصٍ جديدة، لم تكن متاحة بالشكل الميسر في السابق، وقد يسهم (اليوتيوب) في ترسيخ رقابة ذاتية في أذهان ضيوف البرامج بشكل أوسع في المرحلة المقبلة. مواهب وتفريغ طاقات إحدى حسنات البرنامج الذي شكّل ثورة في البحث المرئي الإلكتروني أن عددا كبيرا من المواهب الشابة وجدت فيه متنفسا جديدا لبث مواهبها، فلم يعد الشاب ينتظر اتصال معد برنامج أو منظم مهرجان ليظهر من خلال فقرة خاصة به لا تتجاوز دقائق معدودة بل أصبح الأمر متاحا والوقت مفتوحا لمن شاء أن يبث ما يريد ويعرض قدراته سواء في التمثيل أو صناعة الأفلام وعزف العود والغناء أو التقليد، وهناك المئات من المقاطع التي فرّغ من خلالها أصحابها طاقاتهم، وسبق أن استعرضت “شمس” عددا من المشاهد التي يؤديها مجموعة من الأطفال للمسلسل الشهير (باب الحارة). قنوات خاصة أتاح (اليوتيوب) فرصة إنشاء الشخص لقناته ومحتواه المرئي الخاص به، فبإمكان الشخص أن يجمع (الملتيميديا) المنوعة في قناته الخاصة به، ويبثها أو يحتفظ بخصوصيته من خلال حفظها، ولعل المواد المرئية الفنية، ومقاطع المحاضرات لعدد من المشايخ، والحوارات التلفزيونية هي أكثر المواد حفظا، وتلجأ بعض الفتيات في توثيق بعض الاحتفالات واقتصار مشاهدتها على من ترغب من زميلاتها، بشكل يحمل خصوصية ويتنوع في الخيارات، بل نشأ ما يسمى (اليوتيوب الإسلامي) أو القنوات الخاصة بعدد من نجوم المجتمع في مختلف المجالات. تواصل أرشيفي كثير من مقاطع الأبيض والأسود يتساءل الشخص عن كيفية خروجها بعد أن ظلت لسنوات حبيسة أرشيف التلفزيون، مثل الخطابات السياسية والبرامج الوثائقية أو الحفلات النادرة، وعزز مفهوم التواصل السهل بين الأجيال، فبإمكان طفل لا يتجاوز السابعة من عمره أن يشاهد تقريرا عن لاعب مثل ماجد عبدالله أو يوسف الثنيان في ثوانٍ معدودة.