في إحدى غرف مستشفى مدينة الملك فهد الطبية يرقد الطفل فيصل محمد السراح “13 عاما” يعاني تداعيات صحية نادرة نتيجة احتراق جسمه من الخلف في حادث مروري مع عائلته نجا جميع أفرادها فيما لم يتمكن هو من النجاة ليبدأ رحلة طويلة من العلاج جعلته أول طفل على مستوى السعودية والشرق الأوسط والثاني على المستوى العالمي يستخدم جهازا محفزا للرئتين بعد أن ساءت حالة التنفس لديه وفشلت أجهزة التنفس العادية في استعادة الوضع الطبيعي لحركة رئتيه، فدخل في حالة إغماء لمدة خمسة أيام لتأتي بعدها استجابة ولي العهد بتدخله وتكفله بعلاجه في ألمانيا، وحين عودته عادت حالته إلى التدهور فأحضر الأمير سلطان أطباء من فرنسا وأمريكا قاموا بتركيب الجهاز المحفز للتنفس. وقال المواطن محمد السراح، والد فيصل، إن ابنه أدخل فور الحادث مستشفى القريات آنذاك، وبأمر من خادم الحرمين الشريفين نقل بالإخلاء الطبي إلى مستشفى مدينة الملك فهد وأجريت له عملية في فقرات الحبل الشوكي، ولكن الأطباء أقروا بعدم وجود علاج له بالمدينة وذلك وفقا لتقارير طبية رسمية من المستشفى، وحددوا أن علاجه يتوفر في مستشفيات أوروبا وأمريكا، وانتظرت ستة أشهر لم تقدم وزارة الصحة أي دعم لإرساله، وحينها تدخل ولي العهد وتكفل بنقله وعلاجه بألمانيا في عدة مستشفيات بدءا بمستشفى الحوادث وانتهاء بمستشفى التأهيل للتنفس. وأضاف أبو فيصل: “حينما عدنا للسعودية أدخل مستشفى مدينة الملك فهد بتوجيه ولي العهد، ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم لم يقم المستشفى بأي إجراء يذكر سوى تدليك وتحريك أعضائه خوفا من وقوع الجلطة بسبب مكوثه على الفراش لفترة طويلة، وحينما بدأت تتحرك أعضاء ابني قليلا طالبنا المستشفى بإدخاله قسم التأهيل الطبي حتى يمكن إسراع عملية استعادة حركة الأعضاء، ولكن الإدارة عمدت لإخراجنا بالقوة والضغط واشترطوا لإدخال ابني قسم التأهيل خروجنا إلى شقة على أن نأتي إليهم يوميا”، لافتا إلى أن ابنه لا يستطيع التحدث إلا بالضغط على أنبوب مركب في حلقه. من جانب آخر أوضح إبراهيم بن أحمد السعيد مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بمستشفى المدينة الطبية أن الطفل فيصل كان يتلقى العلاج في ألمانيا والتقرير الطبي الصادر يوصي بضرورة متابعة حالته في عيادة الدكتور سامي النصار اختصاصي جراحة الصدر ومحفزات الحجاب الحاجز بمستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض، وبعد عرض التقرير على عدد من المستشفيات لاستقبال الحالة كحالة تنويم، لم تر قبوله كحالة تنويم حسب التقرير الصادر من المركز الطبي في ألمانيا والذي يوصي بالمتابعة وضرورة تقبل والد فيصل حالة ابنه وإلحاقه في المدرسة من جديد ليواصل تعليمه مع متابعة تمارين العلاج الطبيعي المناسبة لوضعه دون الحاجة لوجوده في مستشفى. وأضاف أنه تم عرض التقرير الطبي الصادر من المستشفى الذي كان يعالج فيه بألمانيا على مدينة الملك فهد الطبية وشكلت لجنة من مستشفيي الأطفال والتأهيل وعلاقات المرضى، وتم التواصل مع الدكتور سامي النصار وكان رأيه بعدم وجود أي ضرورة لقبوله كحالة تنويم، إلا أن اللجنة الطبية في مدينة الملك فهد الطبية رأت قبول الحالة لفترة زمنية محددة وذلك لتدريب أسرة المريض على كيفية العناية والتعامل مع المريض، مع تأكيد ذلك لوالد الطفل وتم شرح رأي اللجنة الطبية له.