منظر مخجل أقرب إلى ساحات العراك الشرسة والدامية بين أصحاب الثأر... وبعيد بعد المسافة الفاصلة بين الأرض والنجوم عن التنافس الرياضي الشريف بين ناديين خليجيين تربطهما علاقات أخوية متينة حتى إن تعددت الأسباب والمبررات وتناثرت الاتهامات حول المتسبب في إشعال فتيل أحداث اعتداء جماهير نادي الوصل الإماراتي على اللبناني إيلي عواد طبيب نادي النصر الذي تخلص من بين عشرات اللكمات الخاطفة التي تلقاها جسده من جميع الاتجاهات ورفس الأقدام الحافية التي سابقت الريح وتركت موقعها في المدرجات واقتحمت الملعب ليكون المحصلة النهائية طبيب فريق ضيف ممزق القمصان تحول من ضحية إلى جان في عين قضاة الملاعب الذين أداروا دفة المواجهة الخليجية الحساسة وهو ما أسفر عن مكافأته بالطرد من أرض الملعب. وبين أحداث أمس الأول واليوم تشبثت إدارة نادي النصر بحقها من خلال رفعها احتجاجا رسميا إلى اللجنة التنظيمية الخليجية على عدة نقاط من بينها عدم اعتقال الجماهير التي اعتدت على الطبيب. اللاعبون تضرروا ومن جانب آخر أكد الأمير وليد بن بدر عضو شرف نادي النصر أن عددا من لاعبي فريقه تعرضوا للاعتداء من قِبل جماهير الوصل مثل فيكتور فيجاروا وأحمد عباس وليس كما يعتقد بعضهم أن هجوم الجمهور اقتصر على طبيب النادي في ظل وجود صور وشواهد وتساءل قائلا: بأي نفسية يمكن أن يكمل لاعب مباراة وهو يعرف أن الجمهور الذي اعتدى عليه موجود وبإمكانه النزول في أي لحظة والاعتداء عليه مرة أخرى دون أن يمسهم أي أمر، حيث إننا شاهدنا الأمن يعيد الجماهير نفسها إلى المدرجات”. وأضاف : شاهدنا لقاءات مع بعض الجماهير الإماراتية في الإعلام المرئي كانوا يتوعدون البعثة النصراوية نتيجة معلومات مغلوطة وصلتهم عن تعرض جماهير الوصل لسوء معاملة في الرياض وهذا غير صحيح إطلاقا وكل ما حدث أنه تم نقل الجمهور من جهة إلى أخرى حفاظا على الأمن في ظل كثافة الجمهور النصراوي ولا أدري ما اذا كان الاحتقان بسبب تداخل الخليجية مع الآسيوية أم لا . وعن اندلاع الشرارة الأولى للأحداث قال الأمير وليد بن بدر : أنا ألوم كل من يقول إن شرارة البداية كانت من اختصاصي العلاج الطبيعي لأسباب عدة شاهدها الجميع وأولها أن فريقنا كان متقدما وطبيب النادي حضر في الملعب لعلاج اللاعب إبراهيم غالب وخرج مع السيارة لإكمال علاج اللاعب فلا يمكن أن يكون منشغلا بعلاج اللاعب وفريقه متقدم ويفتعل مثل هذه الأمور ولكن بالتأكيد أنه حدث أمر من الجمهور نتج منه ردة فعل عكسية، والمؤكد أن الإجراء الأمني يقوم به رجال الأمن أو يُكتفى بالطرد خصوصا أن الطبيب شخص واحد، ومن غير المعقول أن ينزل جمهور كامل يعتدي عليه وعلى لاعبي النصر ثم يعود هذا الجمهور إلى المدرج دون أن يناله أي عقاب”. تقارير تدون الأحداث ومن ناحية أخرى برر العماني الدولي عبدالله الهلالي طرده لإيلي عواد طبيب نادي النصر بأنه جاء بناء على طلب الحكم المساعد الذي لاحظ حركته التي استفزت الجمهور وكانت سببا في الأحداث وبين أن لاعبي النصر لم يتعرضوا للايذاء أو الاعتداء .ووصف الهلالي ملعب المباراة بغير الآمن لعدم وجود سياج فاصل بين الجماهير وأرضية الملعب، مشيرا إلى أن ما دفعهم لقيادة المباراة فيه أنه احتضن مواجهات سابقة وسط متابعة من اللجنة التنظيمية وقال: “دونت جميع الأحداث التي وقعت في المباراة في تقريري مثلما فعل مراقب المباراة والقرار حاليا في يد اللجنة الفنية الخليجية . وأضاف: لو استمرت الأحداث وفترة التوقف لوقت أطول ربما كنت سأضطر إلى إنهاء المباراة حينها تقرر اللجنة التنظيمية إما استكمال الوقت المتبقي من المباراة أو إعادة المواجهة كاملة أو نقلها إلى ملعب محايد أو إقرار لعبها من دون جمهور”. ودافع الهلالي عن نفسه حول تحميله مسؤولية استفزاز لاعبي النصر بقوله: أدرت المباراة بكل أمانة وأنا واثق من قراراتي بدليل أنه لم يصلني أي انتقادات”. استفزاز جماهير من جانب آخر أثار حميد يوسف مدير الكرة بنادي الوصل استياء الجماهير النصراوية بالتصريح الذي أطلقه عندما استضافه بتال القوس في برنامج من المرمى ووجه له سؤالا عن رأيه حول الأحداث المؤسفة أثناء لقاء فريقه بنظيره النصر فأجاب أن ما تعرض له اختصاصي نادي النصر كان يستحقه. وقال بالحرف الواحد: “يستاهل ماجاه ورد القوس “هل هذا كرم الضيافة؟ فأجاب اليوسف بشكل غريب “ ما قام به الطبيب يستحق معه أكثر من ذلك لأنه أصدر تصرفات لا أخلاقية لا أستطيع ذكرها في هذا البرنامج ولم يكتفِ اليوسف بذلك بل وصف الطبيب ورئيس الجهاز الطبي في نادي النصر بأنه مجرد عامل لدى الإدارة . ولم يستجب اليوسف لمبادرة إدارة ناديه عندما قدمت اعتذارها الشديد لنادي النصر وكل منسوبيه لما حدث من بعض جماهيرها.