رددت غابات غرب أوروبا للمرة الأولى منذ 150 عاما ذلك الصدى المفجع لعواء الذئاب التي أخذت في الانتشار هناك بعد تلك الفترة الطويلة، وبعد أن اختفى كل أعدائها الطبيعيين. لقد كانت رؤية الذئب في بقاع بولندا وألمانياالشرقية أمرا مألوفا لسنوات عديدة، لكنها لا تجرؤ على الظهور في النواحي الغربية، حيث المدنية الشديدة والمراكز الصناعية. وصعق سكان المناطق المدنية في حوض الرور والراين لاند من التقارير التي نقلتها المجلات والصحف أخيرا عن وجود ذئب واحد على الأقل طليق في شمال الراين وفيستفاليا، أكثر ولايات ألمانيا ازدحاما بالسكان والمتاخمة للحدود الفرنسية. وذكرت التقارير أن خبراء الحيوانات البرية استخدموا تحاليل الحامض النووي للتأكد من أن خراف أحد المزارعين قتلها ذئب. وكانت تلك هي أول تقارير تنشر عن مهاجمة ذئب للماشية في ذلك الجزء من أوروبا منذ منتصف القرن ال19 عندما أجبرت الثورة الصناعية الذئاب على الهجرة لأوروبا الشرقية. المثير للسخرية أن حقبة ما بعد الثورة الصناعية تزامنت مع وعي بيئي وجهود حثيثة لخلق توازن الطبيعة. وكان لسقوط الستار الحديدي أثره على سهولة التنقل بين الشرق والغرب، ليس للبشر فحسب بل للذئاب أيضا.