إلى أخي محمد الثبيتي.. حاضراً.. حاضراً قمْ.. يا محمدْ فإنَّ العيون التي انتظرتكَ طويلاً بكت في ظلال القصيدةِ والقيظ لف عباءته حول صدركَ حتى ترمّدْ فقم يا محمدْ أناديك .. قمْ يا أمير القصيدةِ يا أبيض القلبِ والأفْقُ أسودْ أناديكَ قم .. يا محمدْ كأنّ فؤادك تلك الحديقةُ حين سقيت شجيراتها بالسهرْ ونسّقتها بالهمومْ نازلا من سفوح حراءْ إلى ما وراء الجمومْ وهذي القصيدةُ تلك العنيدةُ أنت تركت لها الباب نصف مواربْ على أي بحر ستأتي على الرمل والمتقاربْ أم على بحر قلبكَ ذاك الذي بابه ليس يوصدْ ... قم يا صديقي ستخمد ناريَ إن غبتْ يا أمير القصيدةِ يا سيد البيدِ .. سيقالْ هم الشعراءُ أماطوا لثام القصيدة عن وجهها فتبدت مها يتقيها الرجالْ ويقالْ كان لهم وطنٌ كلما طلبوه نأى وتعالى عليهم لم تطله أراجيحهم في الصغرْ فتمنّوه في زهرات الشبابِ التي ذبلت زهرة .. زهرة في إناء السنينْ لم يكن في يديهم حصى ليزدلفوا أو منى ليقيموا الخيامْ .. فتمّروا بآلْ وأناخوا ركائبهم في الخيالْ ثوّروها .. فقامت أتذكر إذ كنت تسرح بالإبْل يا صاحبي وأنا لا أذود عن الإبْل إلا السرابْ كيما نرى في البعيد بلادي بلادي .. بلادي لم يعد للقصيدة حادِي فقم يا محمدْ