لو رجعنا بالذاكرة إلى عقدين من الزمان لوجدنا أن (الفيديو) هو الذي كان يتسيد المشهد التقني، وبلغت تجارة الأفلام أوجها، ولا يكاد حي من الأحياء يخلو من محل (أشرطة الفيديو).. إلا أن الخناق بدأ يضيق على محال تأجير وبيع الأفلام بعد بداية الانفتاح الفضائي في التسعينيات الميلادية، وأثرت الطفرة السريعة في الإنترنت في محال بيع وتأجير أفلام الفيديو؛ حيث أكد عدد من المتعاملين في هذه المحال أن المواقع الإلكترونية حدت من جذب المتابعين للأفلام السينمائية، فيما أغلق عدد من المحال أماكن البيع والبعض تم تغيير نشاطه التجاري نتيجة عدم الإقبال على شراء أو تأجير الأفلام السينمائية أو المسرحية من هذه المحال.. “شمس” وجهت تساؤلات لعدد من الشباب عن مدى ارتيادهم لمحال شراء أشرطة الفيديو.. النت والسيديات أزين في البداية قال عبدالرحمن العتيبي: “الإنترنت والشبكة العنكبوتية توفر علينا الشيء الكثير، فنحن نجوب المواقع المختصة والتي تعرض الأفلام السينمائية والمسرحيات حين صدورها أولا بأول فضلا عن موقع اليوتيوب، وكذلك تبادل الأفلام والمسرحيات عن طريق البريد الإلكتروني”، وأضاف: “العديد من القنوات الفضائية المتخصصة تعرض الأفلام على الشاشة ولا نحتاج الذهاب إلى محال بيع وتأجير الأفلام، كما أن نسخ السيديات من الإنترنت وتحميلها على سيديهات ومشاهدتها عن طريق الدي في دي حد من الذهاب إلى محال أفلام الفيديو”. كان زمان وذكر الشاب سلطان عطالله أنه لا يذكر آخر مرة دخل فيها إلى محل فيديو، لأنه أصبح هناك البديل الجاهز والأقل تكلفة ومجهودا، وقال: “ربما في الماضي كان الناس لديهم هوس بأفلام الفيديو نظرا إلى أن التلفزيون لا يوجد به سوى قناتين، ولا يوجد لدى الناس تقنية (الإنترنت)، إضافة إلى كثرة الأعطال المصاحبة للفيديو. أيام تبادل الأفلام محمد بن ياسين أكد أنهم في السابق كان يتم تبادل الأفلام بين الجيران مثل تبادل أطباق الطعام (قالها ضاحكا)، وتابع: “أذكر أن جميع الأصدقاء يحرصون على اقتناء الفيديو الذي يعمل مع الفيلم ذي القطع (الكبير)، ولكن عندما وجد الناس البديل أصبح من يستخدم الفيديو محط تعليقات الزملاء”، وأكد محمد أنه أيام الفيديو كان يعاني من خلل (رأس الجهاز) ولا تكاد علبة العطر تفارقه لتنظيفه. هناك من غيّر النشاط التجاري فيما يوضح عبدالسلام بشير (عامل في أحد محال أشرطة الفيديو) أن هناك قنوات تبث الأفلام السينمائية والمسرحيات وكذلك الدي في دي ساهم بشكل كبير في منع هواة مشاهدة الأفلام السينمائية والمسرحيات من المجيء إلى محالنا لشراء الأفلام أو استئجارها، وأضاف عبدالسلام أن العديد من أصحاب محال بيع وتأجير الأفلام أغلقوها والبعض حوّل النشاط التجاري إلى نشاط آخر. أصبحنا أرشيفا ويبين عبدالفتاح أحمد (عامل في أحد محال أشرطة الفيديو) أن دخل المحل في السابق كان مربحا ولا نكاد نغطي الطلب المتزايد، أما الآن مع تطور التكنولوجيا واتساع دائرة الاتصالات والإنترنت لا يلتفت إلى محالنا سوى القلة من المتابعين للأفلام السينمائية أو المسرحيات وغيرها، والبعض يلجأ إلينا في حالة بحثه عن شيء قديم لم يستطع الحصول عليه عبر قنوات أخرى.