ما إن يطل ال 14 من فبراير برأسه مترقبا حتى تشعر من فرط حماس / تخوف البعض أن ذلك سيحولنا إلى كائنات على وشك الانفجار هياما. سيتناثر العشاق حينها على أرصفة الشوارع متدلدلة أشلاؤهم من فوق أعمدة الإنارة.. ستتفرقع قلوب آخرين ك “فشار” وسيصبح لدى الواحد منهم عشرون قلبا صغيرا، قبل أن تتقافز الدببة الحمراء من فوق رؤوسهم وهم يرفعون أرجلهم لئلا تسحق إحدى تلك الورود التي نبتت فوق الإزفلت.. تحشد النوايا، تشرع الأعين وتنصب التهم، يصبح الأمر: قضية والحكاية عظيمة.. هلعنا من تفاصيل الثقافة الغربية حين تغزونا هو في حقيقته هلع من أنفسنا، من أن نعترف بهشاشة مناعتنا ضد تلك المظاهر وبأننا نحاول بيدينا الصغيرتين رتق مئات الثقوب الواسعة، وأن البعض منا لا يزال مؤمنا بكون العالم الشرير الآخر مشغولا بنا كله وأنه لا ينام الليل قبل أن يحيك لنا الدسائس ويصنع المؤامرات، وبأن ملامح الغزو الغربي لا تزال تهطل على رؤوسنا، وأننا سئمنا حسدهم المتواصل لأشيائنا الجميلة بدءا من “مزاين” الإبل وصولا لقدرتنا الفذة على الغرق ب شبر مويه.. أما ما الذي نعمله نحن، ف ردات الفعل لا الفعل.. نحن البريئون جدا الذين يحاولون التجديف لبر الأمان و“يالله السلامة” مع كمية جيدة من الصراخ و“الحلطمة”. الجدير بالسخرية أنه ورغم تلك السلاسل من القصائد الطافحة عن الحب وملايين الشعراء “لحبّيبه” منذ قرون، إلا أننا لم نفهم حتى الآن كيف لأحدنا أن يحب وطنه أكثر من حبيبته الوهمية بل من ناقته “الفاطر” أحيانا..!