انتهى خلاف أسري بين أطراف من أسرة واحدة من قبيلة آل السريع قحطان، أمس الأول، عندما عفا أب عن ابنه بعد أن تورط في قتل أخيه غير الشقيق باستخدام سلاح ناري منذ نحو عام وخمسة أشهر في قرية المحارث شرق أبها. وبدأت الأحداث عندما قام الشاب عائض سعيد شائع بن قذلة آل السريع (30 عاما) بإطلاق النار من سلاح ناري باتجاه أخيه الأصغر سعد (25 عاما) ليرديه قتيلا، وقد أودع القاتل السجن وتم التحقيق معه بشأن الحادثة. وبعد انتهاء التحقيقات والإجراءات التي استغرقت الفترة الماضية، أعلن والد القتيل والقاتل عفوه عن ابنه، حتى لا يفقد الاثنين. وبعد الإفراج عنه، قام شقيق عائض الأكبر سالم سعيد بجمع وفود من القبائل لإرضاء والدهم وأشقاء أخيهم وحضروا إلى منزل والدهم وسط حشود من القبائل تجاوز عددهم أكثر من 400 شخص من قحطان وشهران ويام وعسير، وتحدث عدد من المشايخ القبليين بالحث على العفو ولم الشمل بين الأسرة، وقال شقيق القاتل مخاطبا أباه: إنهم أحضروا مبلغ 500 ألف وسيارة و20 خروفا وجملين ومئة ألف لأم المقتول. إلا أن والدهم رفض، معلنا عفوه هو وأبناؤه من أشقاء القتيل عن ابنه القاتل؛ لتعود روح العلاقة بين الأسرة، حيث التقى كل منهما وتعانق الأب وابنه وأشقاؤه وسط جموع القبائل في مشهد مؤثر، وفتحت صفحة بيضاء بين الأب وابنه. وثمّن سالم سعيد شقيق القاتل الأكبر موقف والده النبيل هو وأشقاؤه ووالدة المقتول وزوجته، شاكرا لهم جهودهم في لم شمل الأسرة. وأضاف: “مرت أيام وشهور من الحزن والأسى، فمن تحت الأرض أخي ومن فوق الأرض وخلف القضبان شقيقي، وأنا لا أملك القرار؛ فوالدي هو صاحب الحق الخاص”.