رغم كل التقدم والمدنية حولي فأنا لا أحس لهما (طعْما), فقبل ذهابي للدراسة في الخارج كنت أقول في قرارة نفسي: “لن أشتاق إلى البلاد، سأندمج مع الحياة بشكل سريع، فهذا ما أردته طوال حياتي.. فأنا شاب ديناميكي” ولكن بعد مرور فترة بسيطة اختلف الوضع وعرفت أن (الشوق جنون) مع حفظ حقوق كلمات الأغنية الشهيرة. أعترف أني افتقدت أصوات ( البواري والموسيقى المزعجة في الشوارع) كما أن قيادتهم للسيارات مملة، فهم (ما يشطفون ولا يفحطون) ولا (يلفلفون على بعض بالسيارات!) وافتقدت أيضا نظرات الاتهام التي تطالني من كل جهة لأني (عزوبي!) ولم أقتنع برجل المرور المهذب في الشارع ليشدني الحنين إلى ربعنا (اللي ينفخ عليك بلا سبب) بكل أمانة أشتاق للبلاد بكل ظواهرها، تاركا الحضارة والتقدم الغربي خلف ظهري! مبتعث مشتاق للحوسة!