أكد الشيخ الدكتور عبدالعزيز الفوزان أن موضوع (تلبس الإنس بالجن) يشكل على كثير من الناس ولا ينكره إلا جاهل، وقال في حديثه لقناة دليل الفضائية: “للأسف أن هناك من ينكرون حالة التلبس من الأطباء النفسيين وبعض الذين يشتغلون بالدعوة وهم على غير علم”، وأضاف: “سمعت أحد هؤلاء المحسوبين على الدعوة يقول: متى تتخلص الأمة من الخرافات؟ وهو جاهل ويجهل ذلك، وإذا كان هذا الكلام يبدر من داعية فما بالكم بمن درس الطب النفسي في البلاد الغربية؟ مع العلم أنه لا ينكر ذلك سوى المعتزلة وبعض المذاهب المخالفة”. وذكر الفوزان في حديثه أن جميع العقلاء يجمعون على ذلك، وحتى كثير من علماء النفس يقرون بصحة حالة التلبس، بل قالوا في ذلك كلاما يثلج الصدر، على حد وصفه. وأوضح أن هؤلاء الأطباء أخبروه بأنهم يعالجون آثار التلبس وما سببه من أمراض، وأصل البلاء لا يمكن علاجه إلا بالرقية الشرعية، مبينا في الوقت نفسه أنه كما يوجد في الإنس جهال وفساق، فهناك في الجن منهم ظلمة وجهال. وصنف الفوزان المنكرين إلى صنفين: “الأول ينكر ذلك إنكارا كاملا وصريحا، والصنف الآخر مضطرب بين هذا وذاك، وجميع القسمين أضع أمامهما قول الله تعالى: (الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس)، وهذا شيء مشاهد، والرقية الشرعية من إنسان صادق تجعل الجني يبكي، ويود الخروج ونشاهد ذلك كثيرا، ويذكر ذلك العلماء”، وتابع: “من ينكرون ذلك عليهم الذهاب لأحد الرقاة الشرعيين المعروفين، ومشاهدة ذلك بأنفسهم، والجن تسبب أمراضا كثيرة وتؤدي للتخبط والجنون”. وأنكر الفوزان ما يقوم به بعض الأطباء النفسيين الذين وصفهم ب (المتحذلقين) الذين يصفون حديث الجن بأنه إيحاءات نفسية، وأن بعضهم يخادع والراقي المتمكن يكشفه. واستشهد الفوزان بزيارته لأحد الرقاة، وأنه عندما كان يقرأ على المريض وشد عليه بالرقية بدأ الجني في الصياح والسب، ويقول بأنه يحترق من القرآن. وذكر الفوزان أن العلماء “استغربوا المنكر حين ينكر، لأنه يرفض أشياء محسوسة وواضحة، ولهذا أقول لمن يدّعون المدنية والتحضر وينكرون ذلك: إنهم يخادعون أنفسهم ويخدعون الناس”. واختتم حديثه منوها بأن هناك “من الناس من يبالغون، ويفسرون كل مكروه يصيبهم بأنه سحر أو عين أو جن، وهذا خطأ، والإنكار خطأ أكبر، والواجب الأخذ بما دل عليه الكتاب والسنة والحس المشاهد، والعلاج الوحيد هو الرقية الشرعية”.