سيطر الحديث عن المصداقية وحقوق الصحافيين والمؤسسات الصحافية، على أحداث ندوة (الصحفي.. ما له وما عليه) التي نظمتها هيئة الصحفيين السعوديين أمس الأول في مقرها في الرياض بحضور الدكتور حمود البدر عضو مجلس الشورى، وجميل الذيابي مدير تحرير (الحياة) في السعودية والخليج، والمستشار القانوني عبدالرحيم باوزير الأمين العام للجنة النظر في المخالفات الصحافية بوزارة الثقافة والإعلام، والإعلامي صالح الشيحي الذي أدار الندوة، في حين اعتذر الإعلامي هاشم عبده هاشم رئيس تحرير عكاظ سابقا عن الحضور في وقت سابق؛ لظروفه الصحية. وخلال الندوة، طالب جميل الذيابي مدير تحرير صحيفة الحياة في السعودية والخليج بإعادة تأهيل وتجديد نظام المطبوعات، وقال: “يجب أن يكون هناك تدخل لتطوير النظام المعمول به حاليا، فهو موجود منذ مدة طويلة، ومضى عليه الزمن وتجاوزته الأحداث”. وطالب بأن تكون حقوق الصحافي واضحة في عقد العمل بين المؤسسات الصحافية والصحافي، وقال: “المؤسسة التي لا تحترم حقوق الصحافي غير جديرة بالاحترام”. مؤكدا على ضرورة الالتزام بمواثيق الشرف الصحافية، مطالبا هيئة الصحفيين السعوديين بتطبيق مواثيق الشرف الصحافية وتفعيل دورها في حماية الصحافي، ودعم الصحافيين المتفرغين. وكشف الذيابي عن مؤسسات صحافية (مترهلة) موجودة ضمن الصحف السعودية لا تدرب ولا تؤهل صحافييها، وأخرى تكافح من أجل البقاء، وقال: “أي مؤسسة صحافية لا تقف مع الصحافي لا تُحترم، حتى لو كانت مؤسسة الحياة التي أعمل بها”. وطالب بأن يحمل الصحافيون السعوديون همّ مهنتهم ويرتقوا بمستواهم ويبتعدوا عن الأخبار الجاهزة، وقال: “شاهدت أشياء يندى لها الجبين، حتى إن الصحافي لم يعد مطالبا بكتابة اسمه على الخبر الذي يأتيه جاهزا ومسجلا باسمه”. من جهة أخرى، طالب الدكتور حمود البدر عضو مجلس الشورى بضرورة تأهيل وتدريب الصحافيين خاصة الشباب للجمع بين الأداء المهني العالي والمصداقية والحفاظ على المعلومة، مشيرا إلى أن الحماس الزائد يؤدي إلى التطرف. وحذر البدر من الإثارة الزائدة في التغطية قبل التأكد من صدق المعلومة، وقال: “الصحافي الآن يجري وراء الخبر المثير، وقد يتجاهل أخبارا مفيدة للمجتمع لأنها لا تحقق رغبته الباحثة عن الإثارة، وهناك من الصحافيين من يقع في أخطاء كبيرة بسبب ذلك”. وأكد على ضرورة حماية حقوق الفرد والمجتمع والوطن، وأن يتحمل الصحافي مسؤوليته كاملة، وطالب الناطقين الإعلاميين بتزويد الصحافيين بالمعلومات، وقال: “من حق المجتمع معرفة المعلومات”. وأكد المستشار القانوني عبدالرحيم باوزير الأمين العام للجنة النظر في المخالفات الصحافية بوزارة الثقافة والإعلام، أنه من حق الصحافي النقد إذا كان الأمر يتعلق بقضايا عامة ومجتمعية، محذرا من التشهير والإساءة لأشخاص فهذا يوقع الصحافي تحت دائرة السب والقذف، مطالبا بالالتزام بالضوابط المحددة. وأوضح باوزير أنه لا صحافة بلا حرية ولا حرية بلا ضوابط، مشيرا إلى أن حرية النقد لازمة للارتقاء بمستوى الأداء المهني بشرط عدم الإساءة للأشخاص. وقال عبدالرحيم باوزير: “حق الرد مكفول، والصحف ملزمة بالتصحيح في المكان نفسه وبالمساحة نفسها في أول عدد يصدر بعد وصول الرد إليها”. وطالب بتحري الدقة وعدم نشر أخبار المحاكمات والقضايا المنظورة أمام القضاء، حتى لا يؤثر في سير تلك القضايا، مضيفا أن لجنة النظر في مخالفات النشر تطبق النظام، وقضت في 73 في المئة من القضايا الواردة لها بعدم الإدانة، مشيرا إلى أن اللجنة لا تبلغ الصحف إلا بقرارات الإدانة فقط. وأوضح أن وزارة الثقافة والإعلام ستصدر قريبا نظام الإعلام المرئي والمسموع ونظام الصحافة الإلكترونية.