أثار مسمى تخصص علوم الحاسبات بجامعة الملك عبد العزيز الجدل مجددا في ديوان الخدمة بعد الذي أثاره مسمى تخصص “أحياء دقيقة” في وقت سابق، إذ رفض الديوان ترشيح المتقدمين للوظائف، من خريجي التخصص، بسبب أن الوظائف المتاحة لتخصص “حاسب آلي” وليس “علوم الحاسبات”. وقد طلبت وزارة الخدمة المدنية من الخريجين، بداية الشهر الجاري على موقعها الإلكتروني ذي أرقام التقديم المرفقة بأحد إعلانات التوظيف، وعددهم أكثر من 1600مقدم من حاملي مؤهل بكالوريوس الحاسب الآلي بمختلف تخصصاته مراجعة فروع الوزارة ومكاتبها بمختلف المناطق. ولكن تفاجأ عدد من المتقدمين، حاملي بكالوريوس الحاسب ذي تخصص “علوم الحاسبات” بأنه لم يتم ترشيح أحد منهم، وعند سؤالهم عن السبب أفادهم أحد الموظفين بأن تخصصهم لم يرشح أحدا منهم منذ العام 1426ه سواء لوظائف إدارية أو تعليمية، وهنا بدأت مفارقة جديدة. لا وظائف بالمسمى “شمس” التقت بعض خريجي كلية علوم الحاسبات بجامعة الملك عبد العزيز، وقال سعيد علوان الغامدي:” تخرجت من الجامعة قسم علوم الحاسبات عام 2008م، وسجلت في الديوان عن طريق موقعه الإلكتروني كإجراء عادي للتوظيف، وكنت واثقا من نتيجة قبولي، وبعد مرور أكثر من سنة من التسجيل ذهبت إلى مطابقة الأوراق وتفاجأت بالموظف يقول إن تخصصنا غير معروف، وبالتالي فهو غير مطلوب وما يحتاج إليه الديوان هو تخصص حاسب آلي، وعندما سألناهم عن السبب، قالوا اذهبوا إلى جامعتكم لتغير لكم المسمى، فنحن دائما نعاني مسميات تخصصات جامعة الملك عبد العزيز، بعدها أحببت أن أغير الجهة فذهبت إلى عدة بنوك وقدمت أوراقي ولم يكن الرد مختلفا عن السابق”. أما عبد الله العتيبي، فيقول:”تخرجت من الجامعة عام 2009م، وكنت فرحا وعائلتي بتخرجي بعدما قضيت أربع سنوات في الجامعة، عانيت كثيرا خلالها ماديا، نفسيا وبدنيا، وبعدها ظننت أنه آن الأوان لقطف ثمرة جهدي وتعبي بوظيفة تكفل لي بناء مستقبل وحياة كريمة, وكان اختياري لتخصص علوم حاسبات كونه يعد من التخصصات المطلوبة حاليا في سوق العمل ولم أكن أعلم بأن هذا التخصص سيكون سببا في تعاستي”. ويضيف:”عندما أردت التقديم في الديوان عن طريق موقعه الإلكتروني بحثت عن أيقونة تخصص علوم حاسبات فلم أجد، فقمت باختيار أيقونة الحاسب الآلي كونها التخصص نفسه واعتقدته إجراءً عاديا وعند موعد المطابقة ذهبت إلى الديوان، وذكر لي الموظف أن الأوراق غير مطابقة مع التخصص، فشرحت له الوضع، وقال لي راجع الجامعة التي تخرجت فيها”. وأوضح العتيبي أنه اتفق وبقية زملائه للذهاب إلى الجامعة ومقابلة المدير ليجد حلا لمشكلة مسمى شهاداتهم إما بتغيير المسمى وإما إشعار ديوان الخدمة بهذا التخصص، ويضع حدا لمعاناتهم وضياع مستقبلهم، بحسب تعبيره. ويشير أحمد سعدان من خريجي علوم الحاسبات إلى أن هذا التخصص مجهول لدى جميع القطاعات، ويقول:”عند تخرجي أردت أن يكون مقر عملي بجوار عائلتي بمدينة الرياض، توجهت إلى هيئة المواصفات والمقاييس العامة لتقديم أوراقي أملا في الحصول على وظيفة، ولكني تفاجأت كغيري من خريجي هذا التخصص المجهول برد الموظف المسؤول أن هذه الشهادة غير معروفة ومسماها غريب، فشرحت له أنها تخصص الحاسب الآلي نفسه، فما كان منه إلا أن أعاد إليّ أوراقي، وبعدها حاولت طرق عدة أبواب علني أحصل على وظيفة ولكن دون فائدة، وانتهى بي المطاف بالعمل في مدرسة خاصة براتب متواضع ومستقبل غير آمن”.