أثار الحديث الذي نشرته شمس قبل أسبوعين، والذي تناول تصريحا للدكتور طارق السويدان بأن القيامة لن تكون قريبة من زماننا هذا وأنه تبقى عليها مامقداره (1000)عام، ردود فعل واسعة في الأوساط الدينية، ووصل لشمس” عدد من آراء بعض المشايخ وأهل العلم الشرعي، تناقش رأي السويدان، وجميعها تساءلت عن دوافع حديثه وذكرت أن الجزم والتأكيد بأن يوم القيامة لن يكون قريبا أو بعيدا، يحتاج إلى نص شرعي يمكن الاستدلال به، وأكد عدد من العلماء أن حديث السويدان لا يمت إلى الأصول الشرعية بأي صلة ، وإنما هي توقعات مبنية على أوهام لا حقائق، وأن تحديد يوم القيامة لم ولن يكون معروفا، حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم بموعد الساعة، فكيف يمكن للسويدان حتى أن يتوقعها؟ “شمس” أخذت رأي الشيخيين محمد المنجد ومحمد العريفي، واللذين عارضا بقوة ماذهب إليه السويدان.. نستدل على وقوعها بعلامات في البداية ذكر الشيخ محمد صالح المنجد أن تحديد أو حتى توقع يوم القيامة لايمكن أن يقوله عاقل، لكن المسلمين يستدلون عليها بعلامات وأشراط تسبق وقوع القيامة وتدل على قرب حصولها، وقد اصطلح على تقسيمها إلى صغرى وكبرى، والصغرى – في الغالب - تتقدم حصول القيامة بمدة طويلة، ومنها ما وقع وانقضى - وقد يتكرر وقوعه -، ومنها ما ظهر ولا يزال يظهر ويتتابع، ومنها ما لم يقع إلى الآن، ولكنه سيقع كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم . وأشار المنجد إلى أن العلامات الصغرى كثيرة، وأن عددا منها وقع، وعددا آخر لم يقع حتى الآن، أما الكبرى: فهي أمور عظيمة يدل ظهورها على قرب القيامة وبقاء زمن قصير لوقوع ذلك اليوم العظيم . لايجوز الجزم بتحديد وقوعها وحول أشراط الساعة الكبرى أوضح المنجد أنها ماذكره النبي صلى الله عليه وسلم في حديث حذيفة بن أسيد وهي عشر علامات: “الدجال، ونزول عيسى بن مريم، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوفات: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، والدخان، وطلوع الشمس من مغربها، والدابة، والنار التي تسوق الناس إلى محشرهم”، وهذه العلامات يكون خروجها متتابعا، فإذا ظهرت أولى هذه العلامات فإن الأخرى على أثرها. واستشهد المنجد بالحديث الذي رواه الإمام مسلم عن حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه قال: “اطلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر فقال: ما تذاكرون ؟ قالوا: نذكر الساعة، قال: إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات فذكر الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم ويأجوج ومأجوج وثلاثة خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم”. وأكد المنجد عدم وجود نص صحيح صريح في ترتيب هذه العلامات، وإنما يستفاد ترتيب بعضها من جملة نصوص أخرى، وأن الجزم بقرب أو بعد وقوعها لايجوز. لابد أن نربطها بالنصوص الشرعية من جانبه أكد الشيخ محمد بن عبدالرحمن العريفي أن نهاية العالم والحديث عن علامات الساعة سواء من حيث قربها أو بعدها، لابد وأن يرتبط بالنصوص الشرعية الواضحة، وأوضح العريفي الذي أصدر كتابا يتحدث عن نهاية العالم مطلع العام الهجري، أن هناك عددا كبيرا من القواعد من أجل تنزيل هذه العلامات على الواقع، موضحا أنه من المهم جدا في هذه المسألة أن يتم الاقتصار على نصوص القرآن والسنة الصحيحة في الاستدلال، وذلك لأنهما المصدر الذي يمكن من خلاله معرفة الغيبيات( قل لايعلم من السموات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون)، وقد يخبر الله عز وجل نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ببعض المغيبات لمصالح دينية، ومنها أشراط الساعة، وهي غيب مستقبلي. لا تتساهلوا في الحديث عن هذه الأمور كما نبه العريفي إلى ضرورة الرجوع إلى العلماء الثقات في هذا الباب، وأن الواجب على من وقع في نفسه شيء من دلائل تنزيل بعض العلامات على الواقع، أن يعرضها على أهل العلم( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )، وطالب العريفي من أراد الحديث عن هذا الموضوع أن يحدث الناس بما يعقلون، فقد يتساهل بعض المتحدثين في أشراط الساعة، بسرد الأحاديث والكلام عن الأشراط مع عامة الناس، أو حديثي الإسلام، ممن قد لا تستوعب عقولهم ما يسمعون، ومن المقرر أنه ليس كل ما يعلم يقال، ولا كل صحيح صالح للنشر، لقصور العقول أحيانا عن تحمله، أو لسوء التعامل معه، أو لعدم تنزيل الكلام منازله الصحيحة، فعن علي رضي الله عنه قال: ( حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله).