أكثر من 70 مليون شخص من العالم العربي، اشتركوا في تداول صورهم وأفكارهم ونقاشاتهم بلا حدود، وبثقة مفرطة، من خلال موقع “فيس بوك”، وهو موقع اجتماعي على شبكة المعلومات العالمية “الإنترنت” أطلق في الرابع من فبراير 2004، يتبع شركة خاصة تحمل الاسم ذاته “فيس بوك”. وأحصت إدارة الفيس بوك عدد المشتركين من العالم العربي فقط بأكثر من 70 مليون شخص، تبلغ نسبة الإناث فيها 65 في المئة، أي أكثر من نسبة الذكور، وذلك بغير عدد المشتركين من دول العالم الأخرى، وصار الموقع اسما يتردد كثيرا في المجتمعات العربية، أخيرا، وخاصة بين الشباب، وهو في الأصل كان يشير لدفتر ورقي يحمل صورا ومعلومات لأفراد تجمعهم سنوات دراسة أو عمل، كالمتخرجين من الجامعة في كل عام، أو مجموعة عمل، ليكون تذكارا توثيقيا، ومن هذا جاءت تسمية الموقع. وتعد هذه الطريقة شائكة لتعريف الأشخاص ببعضهم، خصوصا في الجامعات الأجنبية، حيث يتصفح المنتسبون في الجامعة هذه الدفاتر لمعرفة المزيد من الطلبة الموجودين في الكلية نفسها. وفكرة الدفتر هي فكرة موقع “فيس بوك” إذ يسمح هذا الموقع للمستخدمين بوضع صورهم الشخصية ومعلومات تعرف بهم واهتماماتهم، فيما يتيح الموقع لآخرين الانضمام إلى عدة شبكات فرعية من نفس الموقع تصب في فئة معينة، مثل منطقة جغرافية معينة، أو مدرسة معينة أو غيرها من الأماكن التي تساعد على اكتشاف المزيد من الأشخاص الذين يوجدون في نفس فئة الشبكة بمعلوماتهم الشخصية التي يضعونها على الشبكة، فهو بمثابة تواصل من خلال صور شخصية وتعليقات بلا حدود أو قيود. وأسس مارك كربيرج الموقع حين كان طالبا في جامعة هارفارد، وكان الموقع في البداية مخصصا فقط للطلبة في جامعة هارفارد، لكن تم توسعته لاحقا ليسمح لطلبة الجامعات بشكل عام بالاشتراك في الموقع، ومن ثم تم توسعته ليشمل طلبة المدارس الثانوية وأي شخص يتجاوز عمره 13 سنة. ويعد “فيس بوك” من المواقع الشهيرة في مجال الإنترنت، مع ما يحمله من إيجابيات وسلبيات، فقد يراه بعضهم وسيلة تواصل اجتماعي حديثة، وبعض آخر يراه موقعا للفساد الأخلاقي لما يحدث فيه من حوارات تخدش الحياء، وما ينشر فيه من صور خليعة وأسرار تنتشر بسرعة، ويتمكن الأصدقاء وكل عضو من المشتركين من رؤية من يريد رؤيته، كما أنه قد يحمل معلومات شخصية لها خصوصية قد تُخترق وتُوظف بشكل سيئ. وفي هذا الإطار كشف الدكتور جمال مختار الباحث في علوم الإنترنت عن بعض أسرار الفيس البوك مما كان مستورا، وقال: “المشتركون في هذا الموقع يعتقدون أن موقع الفيس بوك آمن ويتمادون في علاقاتهم وأحاديثهم من دون قيود” وحذر الشباب من ذلك، قائلا: “ترى في الموقع النزول واصطياد الفريسة عبر هذا الموقع الذي اتجه اتجاها سيئا، وأخذ يمثل وصمة عار ضمن المواقع المنحلة”. ونبه من إتاحة المعلومات الشخصية في الموقع للآخرين والثقة في من لا تعرف، لأنه يمكن أن يؤدي ذلك إلى الكثير من الجرائم الأخلاقية والاجتماعية وسرقة الأموال، وما خفي كان أعظم، بجانب ما يكون من سرقة الوقت الثمين للمشتركين ببقائهم جالسين بالساعات يتحدثون مع من يعرفون ومن لا يعرفون، وقد يكون الشخص المشترك ينتحل اسم أنثى أو العكس ليمارس اختراق خصوصيات الفريسة واستغلالها أسوأ استغلال. ونصح الدكتور جمال مختار المشتركين بأن يكونوا بخلاء جدا في أي معلومة يقدمونها لأي صديق على هذا الموقع، وقال: “أنصح أبناءنا وخاصة البنات، أن يمتنعوا عن وضع صورهم على هذا الموقع الذي يحتفظ بكل ما حط فيه من مناقشات ومن صور، وإن قاموا بمسحها، معتقدين أن كل شيء تمت إزالته ولا دليل يدينهم، فإنهم لا يعرفون شيئا، الحقيقة أن الدليل باق، حيث إن إدارة الموقع اعترفت أخيرا باحتفاظها بكل ما يكتب فيه وما وضع فيه من صور، وتبيع أي صورة أو أي حديث كتبه صاحبه لجهات معينة تطلب ذلك وبأسعار باهظة، وهذا ما جعل مارك جوكر بيرج مخترع الموقع من ضمن أثرياء العالم في سنوات قليلة”. وطرح الدكتور جمال مختار معلومات عديدة عن “فيس بوك” من خلال كتاب له بعنوان “الفيس بوك عدو أم صديق” استعرض فيه العديد من الحقائق، كما يمكن الحصول على معلومات بهذا الشأن من خلال الإنترنت الذي يعد أحدث وسيلة اتصال ذات نفوذ وامتداد وقدرات هائلة، إذا استثمرت بالشكل الصحيح أثمرت وأفادت.