التشنجات والتعصبات القبلية التي اجتاحت ساحات المحاورة، فتحت أفقا لحساب عدد حفلاتها في العام الواحد، ومصاريف إقامة هذه الاحتفالات الذي نتج متوسطه المادي 28 مليون ريال بحساب متوسط عدد الحفلات 700 حفلة، تبلغ تكلفة الحفلة من شعراء وصفوف وحضور مكاتب مختصة كمتوسط 40 ألف ريال، أشار البعض إلى إعادة النظر فيها، إلا أن الشعراء اختلفوا حول موازنة هذه المبالغ مع ما يقدم من شعر، وقال الشاعر مستور العصيمي: “المادة هي عصب الحياة في كل زمان وكل مكان، ولا يعقل أن يترك الشاعر أهله لأيام، ويتكبد عناء السفر والمشقة، ولا يحصل على مقابل لذلك، ويستحق شعر المحاورة هذه المبالغ التي تدفع للشعراء”. مشيرا إلى أن التفاخر غير محمود، لا دينا ولا عرفا، “وهذه التجاوزات لم تكن موجودة في الماضي الجميل للمحاورة، وانتشرت في هذه الفترة بين بعض الشعراء المبتدئين أو من لديه نقص في شاعريته، ويحاول أن يكملها بالتفاخر بنسبه، ونسب قبيلته على حساب الشعر، حتى يكسب رضا أكبر شريحة ممكنة من أبناء قبيلته”. موضحا أن فهم هذا الفن لدى بعض الشعراء المبتدئين “اقتصر على تبادل الشتائم والسب، والتفاخر، بينما المحاورة في مفهومها العام والطبيعي فتل ونقض ومعان مدفونة يتوجب على الشاعر المقابل أن يفك أسراره، ويكملون النسق الشعري على هذا النمط”، وقال: “دعواتي أن يخلّص الله الشعر من أمثال هؤلاء الذين لا يعرفون من الشعر غير اسمه”. وذكر الشاعر حمود السمي أن ما يقدم للشعراء هو عبارة عن مكافأة مالية تقدم لهم نظير تعبهم وسهرهم، وقال: “البعض يستحقها والبعض الآخر لا يستحق”. مشيرا إلى حفلات تصرف عليها مبالغ ولا يوجد بها شعر. وأوضح أن النعرات القبلية في هذا الفن سببها من الجمهور، وجهل بعض الشعراء، وتابع: “يجب محاربة هذه الأمور ونتائجها سلبية”. وبين الشاعر فلاح القرقاح أن ما يقدم من شعر حاليا، يستحق هذا المبلغ، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام المختصة، أسهمت في إبراز الغث والسمين وتلميع شعراء لا يقدمون المحاورة بشكلها الصحيح، وتوجهوا إلى إثارة النعرات القبلية. من جانبه ذكر الشاعر الإعلامي الحميدي المريبيط رئيس تحرير مجلة العراب، أن هذه المكافأة منطقية في ظل تزايد أعداد الطلب على الحفلات والشعراء، مشيرا إلى أن أصحاب الحفلات يسعون إلى إضافة البهجة على أفراحهم دون النظر في المبالغ المالية. وأوضح الشاعر صقر السلمي (صقر سليم) أن الشعراء يستحقون هذه الحفلات، وذلك لتعرضهم للتنقل بين المدن والدول لإقامة هذه الحفلات وتقديم ما يرضي أصحاب الحفلات، مشيرا إلى أن ليس هناك تجاوزات قبلية في التوقيت الحالي، ويتم محاربتها من قبل الشعراء أنفسهم.