أكد الدكتور عبدالله بن محفوظ عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة ورئيس مركز القانون والتحكيم، أن الحاجة أصبحت ماسة لاشتراك المنظمات المحلية والإقليمية والدولية لترسيخ أخلاقيات العمل في المجتمع. مشيرا إلى أن السعودية تعاني كسادا في القيم الأخلاقية للعمل، نتيجة لعدد من العوامل، أبرزها البحث عن العمال ذوي الأجور المتدنية، حتى أصبحت القيم الأخلاقية تخضع لمنطق العرض والطلب وحاجات السوق الكبيرة التي ساحت بها العولمة في كل أودية العالم، وأصبحت المساومات المادية هي لغة التفاهم بين أصحاب التمويل وطالبي العمل. ورأى ابن محفوظ في اللقاء العلمي لأعضاء هيئة التدريس بكلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبدالعزيز الذي انعقد أمس، أن السوق تعاني غياب أخلاقيات العمل لدى أصحابه؛ فتجد بعض التجار يتجه للبضائع الرديئة ويقوم ببيعها على المستهلكين؛ وكذلك يستخرج رخص المحال مثل المطاعم والأطعمة ليؤجرها على العمالة غير المهنية، وينتج عنها الكثير من الأضرار مثل التسمم وخلافه؛ فهذه الأمور تندرج تحت مفهوم أخلاقيات العمل. وتناول ابن محفوظ حقوق العامل والموظف من خلال نظام العمل السعودي الجديد الذي جاء مواكبا للاقتصاد السعودي ليحد من فكرة أن سوق العمل السعودي معولمة أو مشاعة لمن شاء يأتي ويعمل. وأوضح أن السعودة هي إستراتيجية لإصلاح التشوه في سوق العمل، مشيرا إلى أن وزارة الداخلية ووزارة العمل ووزارة الشؤون الاجتماعية من خلال نظام (السعودة) وضعت نظاما متوازنا يلبي حاجة القطاع الخاص ضمن حقوق المواطنة؛ وقال: «تدني أجور السعوديين في القطاع الخاص أدى بشكل غير منطقي إلى إفشال خطط السعودة الرامية لتوطين الوظائف؛ واتجه صاحب العمل إلى العمالة الرخيصة التي تتراوح رواتبهم بين 400 إلى 800 ريال؛ وهذه العمالة أيضا قد تتجه إلى طرق غير شرعية لتوفير أموال إضافية على رواتبهم الزهيدة».