عادت حادثة العرس الدامي في القديح، التي وقعت قبل 11 عاما في خيمة أحد الأعراس في بلدة القديح بمدينة القطيف للواجهة الاجتماعية بعد عودة عدد من الحالات التي تعالج في الخارج لأخذ فترة راحة من العلاج ولعدم وجود مبالغ كافية لإكمال علاجهم. آخر الواصلين من الخارج هي الطفلة بتول أبو الرحى التي أمضت ثلاثة أرباع عمرها في العلاج من الحروق التي أصيبت بها حين كانت في الرابعة من عمرها مع أمها في خيمة العرس؛ حيث أكلت الحروق 70 في المئة من جسد بتول الصغير وتركزت في الوجه والرقبة والظهر والكتف والشعر، واستمرت رحلة علاجها الأخيرة 13 شهرا أجري لها خلالها أربع عمليات جراحية بين ترقيع وزراعة وتجميل، أخوها هشام الذي رافقها في رحلة علاجها الأخيرة لا يخفي شعوره بالرضا من تحسن حالة أخته عما كانت عليه سابقا، معتبرا أن تحسن حالة شقيقته في المرحلة الجارية نال رضا أفراد العائلة. العائلة التي لا تتذكر وجه بتول قبل الحروق إلا من خلال صورها قبل الحادثة ولا يستطيعون تخيل كيف سيكون وجهها الآن لو لم تصب في الحادثة، ما يجعلهم قانعين بوجهها الجديد الذي عادت به بعد رحلة العلاج الذي أظهر بعضا من ملامحها التي أخفتها آثار الحروق لسنوات، وتنتظر عائلة بتول إجراء ثلاث عمليات أخرى لها بعد إنجاز ثلاثة أرباع رحلتها العلاجية وبقاء العمليات الثلاث معلقة لحين توافر المبلغ المالي الذي تتكفل جمعية مضر الخيرية بتوفيره لمصابي الحادثة من خلال دخل صالة الملك عبدالله التي تبرع بها الملك لضحايا الحادثة بعد وقوعها إضافة إلى التبرعات التي تجمعها الجمعية. وتتابع الجمعية حالات 100 مصاب خلفهم الحادث بعضهم قضوا فترات علاجهم ولا يزال 44 منهم يحتاجون إلى متابعة العلاج بعد تعثر إكمال علاجهم للتكلفة الباهظة للعلاج التي لا تتوافر لدى الجمعية. واعتمد مجلس إدارة الجمعية أخيرا مبلغ 400 ألف ريال لجلب أحد الأطباء الفرنسيين المشهورين في معالجة الحروق للكشف وتقييم التكلفة العلاجية لل44 حالة التي تعتبر في حاجة ماسة إلى استكمال العلاج. وناشد حسن آل غزوي رئيس اللجنة الإعلامية بالجمعية رجال الأعمال وذوي القلوب الخيرة استشعار صعوبة المسؤولية الملقاة على عاتق الجمعية، موضحا أن الطبيب الفرنسي الذي سيشرف على الحالات سبق له علاج حالتي بتول أبو الرحي ويوسف الفرج العائدتين أخيرا إلى أرض الوطن، وذكر آل غزوي أن المتوقع أن يرافق الطبيب سكرتيرته الخاصة للقيام بمهمة رصد التكلفة الإجمالية لكل حالة على حدة، وهو ما يستدعي وجود مبالغ مالية للمباشرة بإكمال علاج الحالات حسب ما تقتضيه تقارير الطبيب المعالج. وللاستفسار والمتابعة يمكن الاتصال على رقم 0503875525 أو الكتابة إلى البريد الإلكتروني e3lammudhar @ hotmail.com. وكانت حادثة الحريق المفجعة قد وقعت في خيمة لحفل زواج في 28 يوليو 1999 وراح ضحيته 76 امرأة وطفلا، إلى جانب عشرات الإصابات التي لحقت بالمدعوين بينهم 120 أودعوا العناية المركزة آنذاك.