قد يعتقد البعض أني أبالغ إن قلت إن الأعمى “ما لم يكن أصم” يستطيع معرفة وقت تحوُّل لون إشارة المرور من الأحمر إلى الأخضر؛ وذلك لأن كثيرا من السائقين ما إن يتحول لون الإشارة إلى الأخضر حتى يبدؤوا في عزف سيمفونياتهم النشاز، ولكن باستخدام آلات عزف حديثة؛ حيث تنطلق أصوات (البوري) المضجرة من أجل تسريع حركة المرور، وهو فعل متكرر باستمرار ولا فائدة منه سوى زيادة مساحات الضوضاء. ويقال إن أفعال الإنسان تنتقل من جزء “الوعي” في عقله إلى جزء “اللاوعي” عند تكرار الإنسان للفعل بشكل مستمر، وهي نظرية أكاد أجزم بأنها استنتجت من خلال أفعال معظم سائقي السيارات؛ فبعضهم اعتاد عقلهم “اللاواعي” استخدام “البوري” وإن لم تكن هناك سيارات أمامه! وهذه مشكلة ينبغي للمجتمع الوقوف عندها للقضاء عليها؛ ففي معظم الدول المتقدمة يُلزم كل السائقين بعدم استخدام البوري إلا في الحالات الطارئة والتقيد بالقوانين التي تحدد الأماكن التي يمنع فيها استخدامه نهائيا، وهذا ما نأمل أن يطبقه سائقونا هنا.