الجلوسُ لساعاتٍ أمام جهاز الكمبيوتر لتصفح شبكة الإنترنت ظاهرة سلبية على حد قول الأطباء الذين وصفوا الأمر بالإدمان وبالاستخدام المرضي غير التوافقي، مستدلين بذلك زيادة ساعات الجلوس للمستخدم بشكل ملحوظٍ منذ بداية تصفحه للشبكة العالمية. شخصيا لم أكن أتصور أن أصبح يوما (مدمنا) على كلام الأطباء. لكن ما يتميز به العالم الافتراضي من إمكانات هائلة استطاع به سحبي من عالمي الواقعي نحو إدمانه. ويقال إن من أضرار إدمان الإنترنت ضياع الوقت والعزلة والانطواء وغيرها من الأعراض الصحية كآلام الظهر وضعف البصر مثلا. وهو ما أعتقده شخصيا بعيدا عن الواقع. فالوقت الذي أمضيه بداخل العالم الافتراضي، حسب وجهة نظري، لا يضيع؛ خاصة أني أكتسب من خلالها العديد من المعلومات والخبرات. بل وأرى أن من خلال غرف الدردشة يستطيع الإنسان اكتساب مهارات الحوار وآدابه (الإيتيكيت)؛ وبذلك يخرج من العزلة والانطواء طالما تعامل معها بالطريقة المثلى. وبالنسبة لمشاكله الصحية فيستطيع الإنسان تفاديها من خلال تعديل وضعية جلوسه بين فترة وأخرى؛ أما بخصوص تسببها في ضعف البصر فالكل قد سمع بعوازل الشاشات. لم أستنتج ما قلته من واقع علم ودراسات بل من واقع خبرة (إدمان).. المقصد من كلامي هذا هو عدم تعميم وصف إدمان النت باعتباره إدمانا سلبيا، بل لا بد من وصفه في حالات مشابهة لحالاتي “بالإدمان الإيجابي”.