في تمام الساعة 8:47 دقيقة حسب توقيت السعودية من صباح اليوم الاثنين 21 ديسمبر 2009، يكتمل دخول فصل الشتاء فلكيا في النصف الشمالي من الكرة الأرضية عندما تتعامد الشمس على مدار الجدي في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، ويستمر الفصل مدة 89 يوما و6 ساعات، فيما تكون الأرض في أقرب نقطة إلى الشمس في يوم 4 يناير 2010 حيث يكون أطول ليل وأقصر نهار في النصف الشمالي من الكرة الأرضية. وأوضح الباحث العلمي عبدالعزيز سلطان المرمش الشمري عضو الاتحاد الفلكي لعلوم الفضاء والفلك في حديثٍ ل”شمس” أن يناير و فبراير من أشد شهور السنة برودة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، مشيرا إلى أن دخول منزلة القلب وهي الثانية من منازل المربعانية يعلن دخول الشتاء في الجزيرة العربية، وبالذات في المناطق الشمالية. وأشار إلى أن المنزل الثالث هي الشولة والنعايم والبلدة وسعد الذابح وسعد بلع وسعد السعود وبدخول منزلة سعد الأخبية وينتهي فصل الشتاء يوم 21 مارس، وقال:”تتفاوت درجات الحرارة في مختلف مناطق السعودية من موقع إلى آخر، ففي المناطق الشمالية تكون درجات الحرارة منخفضة جدا خلال هذين الشهرين وقد تصل إلى ما دون الصفر في بعض الأيام خصوصا في مناطق حائل وتبوك والحدود الشمالية والجوف”. وتوقع عضو الاتحاد الفلكي لعلوم الفضاء والفلك أن تصل درجات الحرارة في منطقة حائل إلى أقل من 12 درجة تحت الصفر، وفي منطقة تبوك إلى أقل من 10 درجات وسقوط الثلوج على جبل اللوز في منطقة تبوك خلال فصل الشتاء. 90 يوما وأكد الدكتور عبدالله المسند، عضو هيئة التدريس بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم والخبير المناخي ل”شمس” أن دخول فصل الشتاء عندما يحدث الانقلاب الشتوي، حيث يقع هذا العام عند الساعة 8:46 مساء في يوم 21 ديسمبر ويحدث ذلك عندما تتعامد الشمس فوق مدار الجدي “دائرة عرض 23.5 جنوب خط الاستواء”، وتكون المسافة بين الشمس والأرض عندها 147 مليون كيلومتر تقريبا، وفيها أقصر نهار وأطول ليل في السنة، وذلك في نصف الكرة الشمالي، مشيرا إلى تعامد الشمس فوق مدار الجدي إيذانا ببدء فصل الشتاء وفقا لحركة الشمس الظاهرية، وحينها يبلغ طول فصل الشتاء 90 يوما، وعند التعامد يتوقف الليل عن أخذه من حصة النهار لأيام ثم يبدأ النهار يأخذ من الليل. وقال المسند: “فصل الشتاء يتزامن مع نهاية نوء الإكليل، نجم المربعانية الأول، حيث يبلغ الليل غايته في الطول، ووفقا لإحداثيات الرياض فإن طول الليل 13:24 ساعة والنهار 10:36 ساعة، ويستمر طول الليل القياسي إلى 27 ديسمبر، وفي أول فصل الشتاء تشرق وتغرب الشمس في أقصى نقطة لها جنوبا، وفي الوقت نفسه تصل الشمس إلى أدنى ارتفاع لها عند الزوال، ويكون ظل الزوال الأطول خلال السنة”. وأضاف أنه في 22 ديسمبر يدخل برد الانصراف، ويعنى به انصراف الشمس من تعامدها على مدار الجدي، حيث يكون البرد على أشده، ووفقا لبيانات مناخية لأكثر من 35 سنة يتضح أن شهر ديسمبر ويناير أبرد شهور السنة، وتابع:” عند دخول الشتاء تتوغل الكتلة السيبيرية الشمالية الباردة التي تؤثر في أجواء السعودية بالبرد الشديد والصقيع”. قياس الحرارة المحسوسة وطالب عبدالله المسند الخبير المناخي على وجه الخصوص وزارة التربية والتعليم بإلغاء الطابور والاصطفاف الصباحي عندما يشتد البرد، وذلك لأسباب منها: أولا أن معظم الطلاب والطالبات لا يتناولون وجبة الإفطار لإعطائهم مزيدا من الدفء والطاقة، ثانيا درجة الحرارة تكون في الحضيض وقت الطابور الصباحي، ثالثا أجواؤنا غالبا ما تكون جافة، وهذا يتفاقم معه خطر البرودة، رابعا يتعاظم خطر البرد مع وجود رياح في المكان، مضيفا أن درجة الحرارة المسجلة والمعلنة في وسائل الإعلام تختلف عن درجة الحرارة المحسوسة بواسطة جلد الإنسان وهي الأهم، إذ إن شعور الإنسان بالبرد أو الحر يتوقف على عاملين هما قيمة درجة حرارة الجو، وسرعة الرياح التي تسهم في دفع حرارة الهواء الملامس للجلد بعيدا عنه، ودرجة الحرارة المحسوسة لا تسجل من قِبل الرئاسة العامة للأرصاد، إذ إن درجة الحرارة المحسوسة تكون أقل من درجة الحرارة العادية، وقال:” أدعو وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع الرئاسة العامة للأرصاد برصد درجة الحرارة المحسوسة بشكل يومي خصوصا في المناطق التي تبلغ درجة الحرارة فيها صفرا فأقل، ويكون الاتفاق بينهما على درجة حرارة محسوسة معينة ومحددة عندما تسجل يوجه لمديري المدارس بشكل مباشر عبر رسائل هاتفية إلى إلغاء الاصطفاف الصباحي هذا اليوم، حتى تكون الآلية منظمة ومقننة وغير خاضعة للاجتهاد الشخصي أو الشعور الشخصي بالبرد والدفء، بل تنظم المسألة وفقا لآلية رقمية علمية والجهات المعنية لديها الإمكانات في ذلك”.