تتهيأ قرية المقر التراثية الجميلة التي تقع في محافظة النماص بمنطقة عسير (جنوب السعودية) منتصف العام الجاري لاستقبال زوارها بعد 20 عاما من العمل المتواصل والتهيئة المستمرة لتكون منطقة جذب سياحي محلي وعالمي تقبع بين أحضان الطبيعة الخلابة والمناظر الجميلة. وقرية المقر السياحية للحضارات تعد من أجمل القرى السياحية في السعودية نظرا لموقعها المميز وطبيعة تكوينها وطرازها لمعماري وتنوع نشاطاتها مما يؤهلها لأن تكون مقصدا للزوار طوال العام. ويطل القصر الأندلسي الذي تزيد مساحته على 500 متر مربع في الجهة الشرقية من مدخل القرية، ويتكون من أربعة أدوار تعتليه سبع قباب تمثل قارات العالم.. إذ يحمل في داخله ما يدهش الزائر ويشد انتباهه من أنواع الزخارف الأسلامية والأعمدة والقباب والأشكال الهندسية ذات الألوان الزاهية؛ حيث يحكي ويصور كل جناح من الأجنحة المتعددة تراث أمة من الأمم. فالقصر بمقتنياته التي يزيد عددها على 18 ألف قطعة استقطب الزائرين ليطلعوا على ما تحويه قاعاته كقاعة التراث الإسلامي الفسيحة بمقتنياتها التراثية النفيسة التي تبرز الدور العلمي والحضاري للأمة الإسلامية في عصرها الذهبي، وهي حضارة بدأت منذ عهد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وحتى العصر العباسي. كما يقدم القصر لزواره معلومات وافرة عن تراث السعودية وكيف كانت الحياة الاجتماعية والاقتصادية والزراعية منذ عشرات السنين. وينتصب داخل أروقة القصر 365 عمودا على عدد أيام العام، كما يوجد أربعة أبراج فلكية، فيما يبلغ عدد الزخارف الإسلامية في أدوار القصر ثلاثة ملايين زخرفة وأكثر من مليوني حفر إسلامي. وتوزعت في قاعات القصر التي بلغت 28 قاعة، صناديق زجاجية شفافة تعرض آلاف المخطوطات العربية الإسلامية. ويحتضن القصر في داخل إحدى قاعاته النسخة الأصلية من كتاب مخطوط بعنوان (القصائد العربية) يعود لعام 109 للهجرة إلى جانب مخطوطات متنوعة لا تزال في حالة سليمة مكتوبة بدهن العنبر، وتم تشكيل حروفها بماء الذهب الخالص يعود تاريخ واحدة منها إلى عام 102للهجرة. وفي أحد أروقة القصر يوجد نحت حجري يرجع إلى عام 140 للهجرة، وسيف قديم عرفه باحثون في جامعة الملك خالد بأنه يعود إلى ما قبل ظهور الإسلام. وفي قاعة العملات والأحجار الكريمة توجد عملات ومسكوكات قديمة من أبرزها عملات معدنية عليها تاريخ سكها ويعود إلى عام 86 للهجرة. وفي الجانب السياحي تتميز القرية بجمال تصاميم نزلها التراثية ومساحاتها وما تتميز به من خصوصية تامة للعائلات، إلى جانب المطعم والحدائق والممرات. وتضم القرية حديقة مصغرة للحيوان فيها أنواع من الحيوانات من بيئة المنطقة مثل الذئب والضبع والوشق والنمر. كما توجد جلسات طبيعية في أعلى المنحدر ومقهى شعبي يطل على سهول تهامة. وأوضح صاحب القرية محمد بن علي المقر في حديث لوكالة الأنباء السعودية أن العمل في المشروع استمر أكثر من 20 عاما وسيتم الإعلان عن انتهاء العمل في القرية منتصف العام الجاري.. لافتا النظر إلى أن الهدف من إقامة هذه القرية أن تكون منطقة جذب سياحي محليا وعالميا ليتمكن السائح من قضاء إجازته بين أحضان الطبيعة والتراث والمعرفة. وعبر عن الشكر والتقدير لحكومتنا الرشيدة والمسؤولين بالمنطقة الذين يشجعون كل الأعمال الرائدة والاستثمار في بلد الخير والأمن والأمان، مشيرا إلى أن السياحة في السعودية قفزت قفزات سريعة وموفقة وأصبح الكثير من المواطنين يفضل قضاء إجازته في ربوع الوطن.