التثقيف عملية توصيل المعلومات الصحيحة للناس عن طريق الكثير من الوسائل الإعلامية كالصحف والتلفاز والبث الإذاعي والإعلانات التي توضع في الشوارع وغيرها من وسائل الإعلام، وربما سيكون تركيزنا اليوم حول التثقيف الصحي وهو عملية إعلامية هدفها حثُّ الناس على تبنّي نمط الحياة والممارسات الصحية السليمة؛ من أجل رفع المستوى الصحي بين الناس. ولعل السبب الذي دعاني إلى كتابة هذا المقال، أنني عندما كنت في جلسة أسرية نتابع مسلسلا سعوديا عرض في رمضان، ومن خلال دور تمثيلي لأحد الفنانين، خصوصا الحلقة رقم 20، حيث أدى الممثل دور مريض مصاب بانفصام في الشخصية، ففسر أحد أفراد عائلتي المرض، كما فهمه من تمثيل الممثل، بأنه مرض ازدواجية الشخصية، وأعتقد أن هذا هو ما استنتجه جميع من شاهد الحلقة؛ ولتخصصي في التمريض ودراستي وتطبيقي مادة التثقيف الصحي وتمريض الصحة النفسية صعقت من التحليل أو التفسير الطبي الذي كتبه كاتب المسلسل عبدالله بن بخيت، حيث حلل هذا المرض للمشاهد بشكل خاطئ، ولا أعلم هل هو كسل البحث العلمي لكُتاب الدراما، أم كما يسمّيه الكثيرون ب(سقط سهوا)؟! إن الهدف الرئيس من كتابة المسلسلات الدرامية، طرح القضايا وكيفية معالجتها، لكن المصيبة تكمن في الطرح الخاطئ لتلك القضايا الذي ينتج التحليل أو الحل الخاطئ لمعالجتها فيكون الناتج تثقيفا بيئيا مجتمعيا خاطئا. هناك الكثير من الممثلين الذين يؤدون شخصياتهم بطريقة بارعة فيصدق المشاهد ويتأثر، لكن في هذه الحالة لن نستطيع إلقاء اللوم على الممثل الذي حفظ النص المكتوب ومثل السيناريو المرسوم؛ لأنه في النهاية مجرد ممثل يؤدي الشخصية كما طلبت منه وينتهي الأمر، لكننا نشدد على كُتاب الدراما والخطأ الذي يقعون فيه من خلال كتابة النصوص الدرامية وطرحهم للقضايا دون الرجوع إلى المصادر الصحيحة كما حدث في هذا المسلسل. هناك الكثير من المشاهدين والمتابعين للمسلسلات الدرامية كبارا وصغارا يجب أن نلتفت إليهم، وأن نكون حذرين في قضايانا؛ حتى لا يقعوا ضحية التثقيف الخاطئ بشتى أنواعه، كما أتمنى من الجهات المختصة التي تُجيز هذه النصوص، حيث تتم الموافقة عليها رقابيا، أن تدقق في مصادر النصوص الدرامية العلمية؛ حتى لا يقع المشاهد ضحية التثقيف الخاطئ كما حدث في هذا المسلسل.