لم تمنع حرارة الجو مع التعب والإرهاق الشديدين اللذين تظهر ملامحهما على وجوه الجنود البواسل في أرض المواجهات مع المتسللين من التقرب إلى الله في هذه العشرة المباركة، حيث فضل المئات صيام هذه الأيام. وعندما يرتفع صوت الأذان معلنا دخول صلاة المغرب تتجه مجموعة منهم لتناول طعام الإفطار، فيما يبقى الباقون متأهبون وأملهم هو دحر المعتدي والقضاء عليه. محمد الزهراني أحد المرابطين في الخطوط الأمامية يقول: “رغم وعورة الجبال الشاهقة واختلاف تضاريس المنطقة، إلا أننا نصرُّ على الصيام تقربا إلى الله عز وجل”. ويضيف: “دائما ما أدعو الله أن يحفظ والدتي التي لم أشاهدها منذ اندلاع المواجهات، ودائما ما أدعو الله عز وجل أن ينصر الجنود المرابطين في سبيله، وأن يدحر الأعداء وأن يتقبل الشهداء بقبول حسن ويرفعهم إلى الدرجات العلا من الجنة”. الجندي بندر الحارثي أشار إلى أن لقاء العدو وهو صائم والجهاد في سبيل الله وحماية الوطن نبتغي من خلاله ذلك كله رضا الله عنا والاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته، ونسأل الله تعالى النصر والأمن لبلادنا الغالية والسلامة لكل فرد من جنود الوطن.