لم يدر بخلد شهيد الواجب مرعي محمد أحمد الأسمري، الذي استشهد الأسبوع الماضي في مواجهات القوات السعودية مع المتسللين، أن اتصاله بأهله مساء الأربعاء كان الاتصال الأخير الذي حمل في طياته رسالة تطمين وجرعة تسكين للقلق الذي ظل ينتابهم طيلة فترة وجوده في الجبهة. قضى الرقيب الذي يعمل في اللواء ال 18 بخميس مشيط نحبه مستشهدا في سبيل الله مع مجموعة من زملائه، أثناء قيامهم بواجب الذود عن حدود وطنهم في جنوب البلاد على الحدود السعودية اليمنية. وقالت والدته الطاعنة في السن ل “شمس”: “أسال الله له الرحمة، وأحمد الله على قضائه” مؤكدة أن الشهيد ابن بار مطيع لله، ثم لأسرته، وأب حنون لهم جميعا. وأكد شقيقه سفر الأسمري وهو معلم بمحافظة خميس مشيط أنه يتشرف به كثيرا، فهو رجل مات دفاعا عن وطنه، وهو شرف لا يضاهيه شرف، واستطرد: “أحمد الله على القضاء والقدر، إن أخي نال شرف الشهادة”.. وأكد أن استشهاده يعد وساما على صدره يتمناه كل مسلم مجاهد في سبيل الله. فيما أوضح أحمد محمد الأسمري (ابن عمة الشهيد) أن ابن خاله اتصل بأهله لتطمينهم على وضعه قبل استشهاده بساعة؛ حيث دأب على الاتصال بوالدته وزوجته وأبنائه لمعرفة أحوالهم وإبلاغهم عن وضعه، موصيا إياهم بأهمية وضرورة التوكل على الله، وأبلغ زوجته أن تهتم بأبنائه وتلبي جميع متطلباتهم، مضيفا أنهم كانوا مطمئنين عليه بدافع الولاء والحب لهذا الوطن، وأوضح الأسمري أن ابن خاله شهيد من شهداء الوطن، وقال: “كلنا للوطن فداء، نضحي بدمائنا وبأرواحنا وبكل ما نملك”. وعبر عدد من أقارب الشهيد عن فخرهم واعتزازهم بالشهيد الذي قدم نفسه فداء للدين ثم لوطنه الغالي. يذكر أن الشهيد نشأ يتيما منذ طفولته، فقد والده وهو لم يتجاوز الرابعة، وتربى في كنف والدته، وبدأ تعليمه الابتدائي في ابتدائية ابن خلكان بالخطيم بتهامة بللسمر، ثم أكمل مرحلته المتوسطة في متوسطة القرطبي بفرشاط، والتحق بالسلك العسكري عام 1409ه، وكانت بدايته في الشرطة العسكرية بمدينة الملك فيصل العسكرية بالجنوب لمدة ثلاث سنوات، ثم انتقل إلى قسم الأمن العسكري لمدة 11 عاما، ثم انتقل إلى اللواء العاشر لمدة ثلاث سنوات، وكان آخر أيام حياته العسكرية في الكتيبة الثانية باللواء ال 18 عندما تمت ترقيته رقيبا، ومكث فيه حتى استشهاده، ويعول أسرة مكونة من والدته وإخوانه وأخواته وزوجته وأبنائه الأربعة: اثنين من الذكور واثنتين من الإناث، وزوجته الآن حامل في الشهر السادس.