اعتاد الهلاليون استنفار جميع الفرق التي تواجههم وتسخين أجواء اللقاء قبل بدايته.. حيث تعد مباريات الهلال المحلية بمثابة المهرجانات الرياضية بالتواجد الجماهيري الكبير الذي يصاحبها.. والمستوى الفني المرتفع للمباريات والإثارة التي يمنحها الزعيم لكل لقاء يدخله.. غير أن ما يحدث من الاتفاقيين قبل لقاء البارحة قد يكون مختلفا وجديدا بما صاحبه من تصعيد وعمل في كل الاتجاهات.. فعلى صعيد إعداد الفريق للمواجهة تذكر الاتفاقيون فجأة أن فريقهم يقبع في المركز الأخير للدوري، فتواجد الجميع مع الفريق وخلف اللاعبين في محاولة لشحذ الهمم وتحفيز اللاعبين لهذا اللقاء ومنحهم الشحنة المعنوية المطلوبة لخوض اللقاء، وهذا بلا شك أمر جيد، لكنه ارتبط فقط بهذه المباراة، ولم نشاهد مثل هذا الاهتمام في الجولات الثماني السابقة.. وتم نقل معسكر الفريق من مقره المعتاد داخل النادي إلى أحد الفنادق الراقية في إطار الإعداد النفسي المختلف لهذا اللقاء ومحاولة النهوض بالفريق مجددا وبدءا من لقاء الهلال.. ولم يكتفِ الاتفاقيون بذلك، بل توسع العمل الاتفاقي لطلب التدريب على أرض ملعب المباراة قبل إقامتها بيوم، وكأنهم سيلعبون مباراة دولية وعلى ملعب لا يعرفونه ولم يتأقلموا على أرضيته.. وقبل المباراة طالعتنا الصحف بالتصريحات الاتفاقية المصاحبة التي بالطبع لم تخلُ من الحديث عن التحكيم والتطرق إلى حكم المباراة، في إشارة إلى الأجواء التي ستكون عليها المواجهة في ظل التصعيد الاتفاقي عالي المستوى. وشخصيا لست ضد أن يعمل أي فريق لمصلحته، وأن يعد فريقه بالطريقة التي يراها للنهوض به وتحقيق الفوز والعمل على أن يقدم الفريق كل ما لديه.. وهذا من صميم عمل أي إدارة.. لكن السؤال هو: أين كان الاتفاقيون وفريقهم يقبع في المؤخرة منذ انطلاقة الدوري؟! وأين هذا الاهتمام والحرص على النقاط والفريق يترنح من مباراة إلى أخرى وسط قبول ولا مبالاة تامة صاحبت هذا الانهيار؟ ولماذا أمام الهلال فقط الذي (بالعقل) تعتبر نقاطه أصعب من غيرها وتكاد تكون محسومة للزعيم في ظل مستوى الفريقين الحالي؟ صحيح أن الاتفاق في مرحلة حرجة وأوضاعه صعبة جدا، ولكن هذا الاهتمام وذاك الالتفاف تأخرا كثيرا، وكان من الأولى أن يحدثا في المباريات التي تكون نقاطها في متناول الاتفاق وليس في مثل هذه المباراة.. حيث إن ظهور الاتفاق في لقاء الهلال بشكل قوي يعني أن هناك إهمالا وتهاونا من الإدارة الاتفاقية في إعداد فريقها وتجهيزه في المباريات السابقة وغيابها التام عن أوضاعه حتى هذا اللقاء.. وهذه إدانة جديدة للإدارة الاتفاقية تؤكد بالفعل أن الموقف الهلالي من الاتفاقيين في بداية الموسم كان في محله؛ حيث يعامل الاتفاقيون الهلال معاملة خاصة لا ترتقي إلى المحاولات الهلالية لمد جسور التعاون والعلاقات الطيبة بين الناديين.. على أي حال يظل الاتفاق من الأندية الكبيرة والعريقة، وليس من اللائق أن يتحول إلى هذا التوجه الذي تسير عليه الأندية الصغيرة والمحسوبة على بعض الأشخاص أو الجهات التي نشاهدها في بعض المباريات في قمة الحضور الفني والنفسي ثم تتحول فجأة بعد ذلك إلى فرق أخرى تتلقى الخسائر بكل رحابة صدر وسط ابتسامات مسؤوليها ومباركتهم! باختصار استبعاد محمد نور من التنافس على جائزة أفضل لاعب آسيوي للعام الجاري ممارسة جديدة للاتحاد الآسيوي تجاه الكرة السعودية بحثا عن التواجد الإعلامي في الأضواء السعودية على طريقة الغاية تبرر الوسيلة! في الاتحاد محاكاة دائمة لما يحصل في الهلال.. فمع اقتراب احتفال الهلاليين بالنجم الخلوق نواف التمياط ظهر فجأة احتفال اتحادي بحمزة إدريس.. ولأن حمزة نجم كبير وخلوق ومحبوب فإنه ليس من مصلحته إقامة احتفاله في نفس أجواء الاحتفالات الهلالية؛ لأنها ستطغى على مهرجانه، ومن ثم فلن يكون لها أي قيمة!