يواجه مئات الخريجين والخريجات من المعاهد الصحية الخاصة خطر البطالة بعد أن تبخرت آمالهم في التعيين بالمستشفيات والمراكز الصحية الحكومية التي وعدوا بها نتيجة لعدم تجاوزهم اختبار هيئة المواصفات الصحية التي اشترطت وزارة الصحة تجاوزه لتعيين أي ممرض حديث التخرج. وإزاء هذا الوضع وجد الخريجون والخريجات الحيرة في أمرهم بعد دفعهم رسوم الدراسة التي بلغت 70 ألف ريال، بعضهم اقترضها والآخر يحلم بتعويضها من رواتب الوظيفة التي أصبحت في حكم المستحيل نتيجة للأسئلة التعجيزية وغير المنطقية التي يحتوي عليها اختبار الهيئة - بحسب المتقدمين -.. وقد تحدث عدد من الخريجات ل“شمس” عن معاناتهن، وطالبن بوضع حد لها بالتعيين ومطابقة مناهج المعاهد لتوجهات واشتراطات الهيئة حتى لا تتكرر المعاناة مع غيرهن من الخريجين والخريجات. قرار صادم تقول (نوف.ع - خريجة من معهد صحي خاص بالطائف): “دخلت التمريض لأنها المهنة التي طالما حلمت بها لأنني أجد فيها مساعدة المرضى والمثوبة من الله، ولكن يبدو لي أن الحلم لن يتحقق على خلفية الحواجز والتعقيدات التي تضعها الهيئة الصحية في طريقنا كخريجات وخريجين”، وتستطرد: “بعد التطبيق لستة أشهر اختبرت تحريريا مرتين، ولكن فشلت في التجاوز، فالأسئلة صعبة جدا بدليل أنني عرضت سؤالين فقط من الأسئلة على ممرضة من جنسية آسيوية، وأكدت لي أن هذه الأسئلة لمن لديهن خبرة بالتمريض على مدار سنوات”. وتضيف: “القرار الجديد للهيئة الصحية فاجأني، حيث حولت الاختبار من الأسئلة التحريرية إلى أسئلة عن طريق الكمبيوتر “اختبار برومترك”، وأنا لا أجيد التعامل مع الكمبيوتر، ولذلك فهذا القرار أحبطني وأصابني باليأس، ولم يتجاوزه إلا عدد محدود من الخريجين والخريجات بسبب أن هناك أسئلة بخصوص الجراحة والعمليات وغيرها من اختصاص ممرضين محترفين”. وتبدي نوف خيبة أملها وندمها على سنوات الدراسة والمبالغ التي دفعت كرسوم للدراسة إذ تقول: “دفعت عائلتي ما يقارب ال 70 ألفا من رسوم المعهد والاختبار والسكن، إذا إن مقر المعهد في مدينة الطائف وأنا أسكن في قرية تبعد 200 كيلو”. خريجون بلا وظائف! من جهتها تبدي (سارة.م - خريجة من معهد خاص صحي بجدة) تخوفها من اختبار “برومترك”، فإحدى زميلاتها لم تتجاوزه رغم أنها تتقن اللغة الإنجليزية والمهارة التمريضية، وتشدد سارة على أن زميلتها حين استلمت النتيجة كان هناك شرط من ضمن شروط اجتياز الاختبار وهو “لا بد من وجود خبرة لا تقل عن سنتين في التخصص نفسه”. وترفض سارة تبرير الهيئة في فشل الخريجين والخريجات باجتياز الاختبار نتيجة ضعف اللغة الإنجليزية لديهم، إذ تقول: “ليس من المعقول أن يكون جميع الخريجين والخريجات ضعفاء في اللغة الإنجليزية، فهناك خريجون وخريجات يجيدون التحدث بالإنجليزية بطلاقة”. وتؤكد سارة أن شقيقها تخرج قبل عام وتجاوز اختبار الهيئة ولم يجد عملا نتيجة ادعاء الجهات ذات الصلة بالتوظيف بأنه ليس هناك وظائف وأن المستشفيات اكتفت، رغم أننا نرى ونسمع عن استقدام عمالة آسيوية”. رسوم عالية وتؤكد (خلود. ش - خريجة من معهد صحي خاص بجدة) أن عددا من خريجي الدفعات السابقة اعترضوا على قرار اختبار “برومترك” وألغت الهيئة الصحية الاختبار وأقرته بطريقة الأسئلة التحريرية، وتضيف: “نحن كخريجات لا نريد إلا أسئلة تناسب قدراتنا، وليس كما هو معمول به الآن، فالأسئلة فوق الإمكانيات، ولا أبالغ إن قلت إنها أسئلة البكالوريوس”، وتتساءل: لماذا في كل اختبار يطالبون برسوم اختبار ما بين 700 – ألف ريال. وتطالب خلود بإجراء دراسات دقيقة بخصوص بطالة الخريجين والخريجات السعوديين للتخصصات الصحية من المعاهد الصحية الخاصة، إذ تقول: “أجزم بأن أغلب خريجي وخريجات المعاهد الخاصة أكفاء ولكن لم تعطهم الجهات المعنية اهتماما”، مؤكدة أن 70 في المئة من الممرضين والممرضات غير السعوديين تكتظ بهم المستشفيات الحكومية والخاصة”. تذمر من الأسئلة خريجو المعاهد لا يختلف وضعهم عن الخريجات، وقد أبدى عدد من خريجي المعاهد الصحية الأهلية تذمرهم من اختبار الهيئة السعودية الصحية، مرجعين ذلك إلى صعوبة الأسئلة، وقال بعضهم: “علاوة على ضعف مستوانا في اللغة الإنجليزية جاء امتحان الهيئة السعودية للتخصصات الصحية والمقرر بطريقة برنامج “برومترك” ليقتل أحلامنا ويبدد طموحاتنا”، وذكر عدد من خريجي المعاهد الخاصة أنهم خسروا ماديا بسبب رسوم الدراسة والتطبيق والامتحان منوهين بأن المعاهد الخاصة تعتمد في مناهجها على تعليم أساسيات التمريض الأولية، وكذلك الحال في التطبيق بالمستشفيات الخاصة.