لم تمر وفاة أول طالبة في المنطقة الشرقية،إلى جانب طالب في الرسالقصيم بإنفلونزا الخنازير مرورا عابرا على أهالي حي الراكة بمحافظة الخبر، الذين عمّهم الحزن وساد الذعر بينهم؛ حيث زادت نسب الغياب بين الطلاب في عدد من المدارس، خصوصا الابتدائية، بعد أن تم تعليق الدراسة في المدرسة التي شهدت وفاة الطالبة (14 سنة) لمدة سبعة أيام كإجراء احترازي لحماية منسوباتها من الطالبات، ويتراوح عددهن ما بين 270 و350 طالبة، إلى جانب 40 موظفة ما بين معلمات وإداريات. عدم اهتمام وذكرت أم عادل أنها فوجئت بخبر وفاة الطالبة. مشيرة إلى أن عدم اكتراث عدد من المدارس بالإجراءات الوقائية يسهم في زيادة أعداد الإصابات، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة عدد الوفيات، وإلى أهمية تأجيل الدراسة إلى حين تطعيم الطلبة بالمصل الخاص بالفيروس؛ حتى يطمئن الأهالي على أبنائهم. وأكدت لبنى العوفي الخطأ الكبير الذي تقع فيه المدارس بعدم وجود آلية واضحة للكشف على الطالبات المشكوك في إصابتهن، أو توافر المعقمات الطبية داخل المدارس جميعها. مشيرة إلى أن توفير الكاميرات الحرارية بات ضروريا مع تفشي المرض خصوصا بين طلبة المرحلة الابتدائية. اكتظاظ الفصول وأشارت أم صالح، وهي إحدى معلمات مدارس الراكة، إلى أن اكتظاظ المبنى المستأجر بالأصل لن يفضي إلا إلى مثل هذه النتائج، وتقول: “ماذا نرجو من فصل تكتظ فيه 25 إلى 30 طالبة في منزل مستأجر ضيق المساحة؟”. وذكرت أنها فوجئت بعدم وجود إجراءات احترازية تفي بالغرض في بعض المدارس الابتدائية والمتوسطة بالخبر، وهو ما أدى إلى تزايد نسبة الغياب بين صفوف الطلبة بسبب خوف أهلهم من انتشار المرض قبل وصول إجراءات التطعيم إلى المدارس. وأضافت أنه قبل يومين أُصيب أربعة طلاب من المرحلة الابتدائية بارتفاع في درجة حرارتهم في مدرسة ابنها، وأتى إليهم ممرضون من الوحدة الصحية، وهو الأمر الذي يسبِّب هلعا كبيرا للأسر التي تمنع أبناءها من الذهاب إلى مدارسهم إلى حين تحصينهم بالمصل المضاد للمرض. التعليق كاف ومع ظهور حالات الوفيات في المنطقتين الشرقيةوالقصيم، طالب الدكتور عبدالرحمن القرشي رئيس الجمعية السعودية للأحياء الدقيقة الطبية والأمراض المعدية أستاذ استشاري في الميكروبات الطبية بكلية الطب بجامعة الملك فيصل بالدمام، في حديثه إلى “شمس”، بتسريع عملية تطعيم الطلبة والطلاب بالمصل الخاص بإنفلونزا الخنازير، إلى جانب أخذ عينات من أماكن مختلفة من المدرسة كالطاولات والأدراج ومقابض الأبواب والجدران بشكل عام من المدرسة ككل، ومن فصل الطالبة المتوفاة على وجه الخصوص، وفحصها للتأكد من خلوها من الفيروس. وأشار إلى أن فترة تعليق الدراسة لمدة سبعة أيام فترة كافية للتأكد من خلو المدرسة من الفيروس حتى تعود الدراسة فيها بشكل طبيعي. مؤكدا أهمية اتباع الإرشادات الوقائية وتهيئة المدرسة لذلك وتجهيزها بأدوات التعقيم (الجل المعقم) عند بوابات الفصول وتنبيه الطلاب والطالبات إلى أهمية غسل اليدين باستمرار بالصابون. العدوى واردة وأوضح القرشي أن إمكانية العدوى بين طالبات المدرسة واردة إذا كانت الطالبة حاملة الفيروس قد اختلطت بالطالبات، وكانت المسافة بين الطالبة والأخرى أقل من متر. مشيرا إلى أن فترة حضانة الفيروس من أربعة إلى خمسة أيام. مشيرا إلى أهمية التفريق بين أعراضها وأعراض الزكام العادي، والتأكد من ذلك بعزل الطالبة لمدة 48 ساعة في منزلها، وأن تكون حرارة الجسم 37 درجة أو أقل؛ كي يتسنى للمصاب العودة إلى مقاعد الدراسة بعد راحة تمتد بين ثلاثة وخمسة أيام. وعن الطالبة المتوفاة في المنطقة الشرقية، التي تعاني سمنة مفرطة بحسب بيان وزارة الصحة، قال القرشي: “السمنة تُسهم بشكل كبير في ضيق التنفس نتيجة تكدس الدهون على الرئتين، وضيق التنفس يُسهم في عدم مقاومة الجسم للفيروس ومن ثم الوفاة”.