هذا الاسم الأكثر تأدبا لكلمة أخرى دارجة ولكنها غير مهذبة، ومن اختيار الاسم نجد أن الكلمة تختصر الموقف المعقد المتأزم الأصيل في “محليته”، فأنت توظف اللفظة لاختزال الموقف كاملا كمصطلح “سلق بيض” على سبيل المثال. مسلسل أم الحالة يعد حالة استثنائية في هذا الموسم، ليس لأنه عرفنا بكاتب ومخرج متألق جديد، ولا لأنه أظهر لنا جوانب جديدة من المواهب التمثيلية لفنانينا، بل لأن أسلوب الطرح والسرد كان فريدا وغير تقليدي. النص غني، ومكتوب بحرفية، ومادته عالية، مساحة الأدوار موزعة إن لم تكن بطريقة متساوية متناسبة، وذكية حتى في تناولها للمواضيع اليومية الاعتيادية التي يواجهها كل منّا، والأجمل فيه قصره الذي جعله متفردا وتتناول مع إفطارك وجبة خفيفة كوميدية صارخة صاخبة صادمة تجعلك متأملا على الأقل في كيفية أنهم أوقعوا هذه النكتة في نفسك، إنه يذكرك بالنكات السريعة التي تباغت هاتفك المحمول! إنه يذكرني كثيرا بالمسلسل الأمريكي الشهير (سينفيلد)، الذي يدور حول أربعة أصدقاء تجمعهم مواقف غريبة عجيبة بالنسبة إليهم، تتفرد في غرابتها، لكنها تلامسنا جميعا، حتى في نجاحه الجماهيري كانت هنالك شخصية أحبها الجمهور وهي (عزيز كريمر)، وأخرى أحبها النقاد (فواز جورج)! أتساءل: “لو كان المسلسل أطول من ذلك، كأن تكون مدة الحلقة نصف ساعة، فهل سيكون حالة جديدة في الكوميديا العربية كما كان حال (سينفيلد) في الكوميديا الأمريكية؟!”. مرئية: رعد جابر