امتنع عدد من المستحقين للإعانات السنوية والمتقدمين أمس الأول إلى مكتب الضمان الاجتماعي بالطائف من وضع أوراقهم الثبوتية ومعاملاتهم في (كراتين) أحضرها مسؤولو المكتب لجمع الطلبات قبل فرزها والنظر فيها. وبرّروا عدم انصياعهم لتعليمات مسؤولي المكتب إلى الطريقة غير الحضارية التي يتعاملون بها، وأكدوا أنه من غير المنطقي أن يلقوا بأوراقهم الثبوتية وصور تقاريرهم الطبية الخاصة بهم وبمن يعولونهم في (كراتين) لا يُعرف مصيرها، مبدين تخوفهم من وصولها إلى أشخاص يعبثون بها ويتلاعبون بمحتوياتها. وأشار عدد من المسنين الذين رافقتهم “شمس” إلى أنهم تأكدوا من عجز (ضمان الطائف) عن الوفاء بالوعود التي قطعها المسؤولون تجاه طلبات العجزة والمسنين والمطلقات والأرامل.. واعتبروا أن استقبالهم ب(الكراتين) ينمّ عن فوضى كبيرة يعمل بها المكتب، ويضيف كل من أحمد العقيل وعبدالرحمن العتيبي أن ما لاقته هذه الفئة من وصد للأبواب هو إساءة كبيرة ووضع يجب عدم السكوت عنه، وزادا بالقول إن طلبيهما رُفضا بداعي أن الإعانة لا تشمل إلا النساء ومن هم فوق ال60 فقط من الرجال وهو ما دعاهما إلى الخروج والعودة إلى منازلهم لعدم ملاءمة الشروط لهما.. لكنهما – والحديث للعقيل – قررا العودة مجددا للمكتب بعد أسبوع، “حيث علقت لافتات تشير إلى أن المكتب يستقبل طلبات من هم دون ال60 بشرط إحضار تقارير طبية تؤكد حالة العجز التي يعيشها، وهو ما بعث الفرح والسرور لدينا، لكن الصدمة تمثلت بعد ذلك في طريقة تلقي الطلبات، حيث وضعت أمامنا (كراتين) كبيرة وطلب منا وضع أوراقنا فيها دون أن يعاينها موظف المكتب ويتأكد من استيفائها للشروط من عدمه”. وأضاف تركي عبود الجعيد وضيف الله جازع أنهما لمسا معاناة حقيقية للعجزة والمسنين أثناء طلبهما لمساعدات الضمان الاجتماعي، وهو ما أثبت أن المكتب عاجز عن احتواء مشاكلهم والتخفيف من معاناتهم، خصوصا أن غالبيتهم قطعوا مئات الكيلو مترات لإيجاد حلول لمشاكلهم؛ حيث يسكنون في قرى ومناطق بعيدة عن الطائف، وأوضحا أن التكدس والأعداد الكبيرة من العجزة ومستحقي الإعانات استدعى تدخل الجهات الأمنية لتخفيف العبء عنهم ومساعدتهم، وهذا يشير إلى عجز مسؤولي المكتب وعدم عملهم آلية استقبال لمئات المطالبين بالإعانات والحقوق، وأكدا أن وضع (الكراتين) بطريقة مكشوفة أمام الناس أكبر دليل على ذلك، مطالبين في الوقت ذاته بضرورة تدخل وزارة الشؤون الاجتماعية والتحقيق في الموضوع. وكانت “شمس” قد سلطت الضوء على معاناة المسنين مع ضمان الطائف الأسبوع الماضي، وتحدثت مع عثمان الصقير مدير مكتب ضمان الطائف، الذي أكد أن الآلية واضحة، وأن الإعانة لا تشمل سوى العجزة ما فوق سن ال60 عاما، والأرامل والمعوقين، مشيرا إلى أنها تصرف منذ أربعة أعوام، وأنه فوجئ بالعدد الغفير من المراجعين هذا العام.