أكد الدكتور عبدالرحمن المغامسي استشاري الغدد الصماء في مستشفى الملك خالد التخصصي بالرياض أن ما يقرب من نصف المصابين بداء السكري يعانون تلفا في الأعصاب في مرحلة معينة من مراحل حياتهم، وعادة لا يتم تشخيص هذه الأعراض في الوقت وبالشكل المناسبين. وأشار إلى أن نسبة الإصابة بداء السكري خصوصا من النوع الثاني تعتبر عالية جدا بين السعوديين؛ حيث يصيب السكري واحدا من كل أربعة أشخاص في السعودية، وكذلك دول مجلس التعاون الخليجي، واعتبر نسبة المصابين بالسكري في السعودية هي الأعلى عالميا. وأوضح المغامسي خلال الندوة الطبية المفتوحة (تعرف على نوع ألمك وتغلب عليه) التي أقيمت نهاية الأسبوع الماضي في الرياض ضمن الاستعدادات للاحتفال باليوم العالمي لمرضى السكري أن السكري هو السبب الأول للعمى في السعودية، كما يعد سببا رئيسا للفشل الكلوي وأمراض القلب. وأوضح أن نسبة 40 في المئة من المرضى الذين يقومون بغسل الكلى هم مصابون بمرض السكري، وأضاف أن نسبة مرضى السكري الحقيقيين بين السعوديين تبلغ 23 في المئة، بينما يظل 16 في المئة معرضين للإصابة بالمرض السكري، مشيرا إلى أن الإشكالية الأساسية في السعودية هي الاهتمام بعلاج المضاعفات وعدم الاهتمام بالحماية من المرض. ودلف الدكتور المغامسي إلى الحديث عن الإصابة بالتهاب الأعصاب الطرفية الناتج عن السكري، مشددا على خطورة المضاعفات التي تصيب المريض، ومن بينها شعور المريض بالألم الشديد مثل الإحساس بالحرقان والصعق الكهربائي والبرودة الموجعة والحكة والتنمل، مشيرا إلى أن السبب وراء هذه الآلام هو تأثر الأعصاب عندما يصل السكر في الدم إلى مستويات عالية، وذكر أن 50 في المئة من مرضى السكري يعانون من ألم الأعصاب السكرية، وشدد على ضرورة أن يعرف المريض أن هناك ارتباطا بين الأعصاب ومرض السكري، مؤكدا في الوقت نفسه على ضرورة العناية بالقدم السكري كمثال واضح لالتهاب الأعصاب الطرفية، وذلك حتى لا تحدث مضاعفات خطيرة للمريض، وأضاف أن انتشار آلام الأعصاب الطرفية أكثر بكثير مما يتم تشخيصه واكتشافه؛ فقد أوردت الجمعية الأمريكية للسكري أن 25 في المئة من المرضى فقط يتم تشخيص حالاتهم، وأن 56 في المئة منهم لا يعلمون بإصابتهم. وشدد على أن مريض السكري يجب عليه الاهتمام بأربعة أشياء أساسية وهي الحمية والحركة والعلاج المنتظم والمتابعة، كما أنه يحتاج إلى عمل ثلاثة أشياء بشكل سنوي وهي الذهاب إلى طبيب العين للكشف وفحص المسالك البولية، إضافة إلى التحليل الشامل للدهون كما يحتاج أيضا إلى عمل تحليل مستمر كل ثلاثة أشهر. ورداً على سؤال ل»شمس» عن لجوء بعض مرضى السكري إلى الطب الشعبي أجاب الدكتور المغامسي أن هذا سلوك خاطئ إذ قد يصرف لهم أدوية ووصفات عشبية تؤدي إلى انخفاض حاد بالسكر مما قد يسبب لهم إشكاليات هم في غنى عنها.